الحمّام غبّاً (١) فانه يعود إليك لحمك وإياك أن تدمنه فان إدمانه يورث السل » (٢).
ويصلح هذا التعليل لرفع ظهور الأوامر والنواهي في المولوية ، فلا يستفاد منها الاستحباب والكراهة فضلاً عن الوجوب والتحريم ، لأن غرض المولى هو الارشاد الى ترتب ذلك الأثر النافع أو الضار على فعل المكلف.
نعم قد يأمر المولى بأكل طعام خاص أو ينهى عنه ولا يعلّله بشيء فيلزم الأخذ بظهورهما في المولوية ، لأنها الأصل في الأوامر والنواهي الصادرة من الشرع الشريف ما لم يرد صارف عنها. ومنه حديث محمد بن الوليد الكرماني عن الامام الجواد (ع) قال فيما يسقط من الطعام عند الأكل : « ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذه شاة ، وما كان في البيت فتتبعه والقطه » (٣). فيثبت استحباب ترك الأول ، والتقاط الثاني.
وقد يعلّل الحكم بأمر عادي لكن يشمله عموم أو إطلاق حكم مولوي فلا يخرجه التعليل عن كونه مولوياً.
تم تحرير هذه البحوث في ٦ ذي الحجة سنة ١٣٨٦ هجري في النجف الأشرف بقلم الراجي عفو ربه.
محيي الدين ابن العلامة حجة الاسلام السيد محمد جواد الموسوي الغريفي
____________
١ ـ أي ادخله يوماً واتركه يوماً.
٢ ـ الوسائل ح ٢ ب ٢ ـ آداب الحمام.
٣ ـ الوسائل ح ٢ ب ٧٢ ـ آداب المائدة.