الموضوعات. بل ناقش البعض حتى في حجية الاجماع المحصل (١).
فالقول بأن هذا الاجماع تعبدي وكاشف عن رأي المعصوم (ع) في غاية الوهن. ولذا رده الشيخ النوري. وقال الشيخ ابو علي : « لكن هذا الاجماع لم يثبت وجوب اتباعه كالذي بالمعنى المصطلح لكونه مجرد وفاق » (٢).
على أن المصدر لنقل هذا الاجماع كتاب ( رجال الكشي ) ، الذي رماه النجاشي بكثرة الأغلاط عند ترجمة مؤلفه بقوله : « وكان ثقة عيناً وروى عن الضعفاء كثيراً ... له كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة » (٣) وتبعه العلامة الحلي في ذلك (٤).
وجاء في كتاب ( قاموس الرجال ) (٥) : « وأما رجال الكشي فلم تصل نسخته صحيحة الى احد حتى الشيخ والنجاشي ... وتصحيفاته اكثر من ان تحصى ، وإنما السالم منه معدود ... وقد تصدينا فيما سوى ذلك في كل ترجمة على تحريفاته ، بل قل ما تسلم رواية من رواياته عن التصحيف بل وقع في كثير من عناوينه ، بل وقع فيه خلط اخبار ترجمة باخبار ترجمة أخرى ، وخلط طبقة بأخرى ... ثمّ ان الشيخ اختار مقداراً منه مع ما فيه من الخلط والتصحيف ... وبعد ما قلنا من وقوع التحريفات في اصل الكشي بتلك المرتبة لا يمكن الاعتماد على ما فيه اذا لم تقم قرينة على صحة ما فيه ... ثمّ انه حدث في الاختيار من الكشي ايضاً تحريفات غير ما كان في أصله ، فانه شأن كل كتاب ، إلا انها لم تكن بقدر الأصل ولذا ترى نسخ الاختيار ايضاً مختلفة الخ ».
____________
١ ـ الحدائق ج ١ ص ٣٥.
٢ ـ منتهى المقال ص ١٠.
٣ ـ رجال النجاشي ص ٣٦٣.
٤ ـ خلاصة الرجال ص ٧١.
٥ ـ أنظر ج ١ ص ٤٣ ـ ٤٦.