الجسد الطاهر ليتمّ إصلاحه (١) ، وفعلاً فقد اغتسلوا كلّهم ولبسوا أنظف ثيابهم وذهبوا برفقة الوالي إلى القبر الطاهر وحينها لم يعمل المفتاح عمله إلّا بيد السيّد إبراهيم ، وحينما حاولوا نبش القبر وحفره لم تعمل الفؤوس إلّا بيد السيّد إبراهيم وفعلاً فقد حفروه بعدما أخرجوا الناس من الحرم الشريف ثمّ شاهدوا جسد هذه الطاهرة طريّاً وهي مكفّنة إلّا أنّ الماء قد تجمّع في لحدها. فحمل السيّد الشريف هذه المخدّرة الطاهرة بيديه وأخرجها من اللحد وحملها على ذراعيه وخرج بها وهكذا بقيت على ذراعيه وهو يهمل عليها الدموع الجاريات على ما نزل بهذه الماجدة الصغيرة ، فاستمرّ الوضع ثلاثة أيّام كان السيّد خلالها لا يترك هذه السيّدة العظيمة إلّا في أوقات الصلاة فكان يضعها على شيء طاهر ونظيف ويؤدّي صلاته ثمّ يعود ليحملها مرّة أُخرى ، ومن العجائب أنّ السيّد طيلة هذه الفترة ما كان بحاجة إلى الأكل والشرب والوضوء ببركة السيّدة رقيّة عليها السلام وهي إحدى كراماتها حتّى انتهوا من إصلاح القبر ، وقام السيّد ليدفنها ولكنّه طلب من الله تعالى متوسّلاً إليه بهذه السيّدة الماجدة أن يرزقه ولداً فحقّق الله له مرامه ورزقه ولداً سمّاه السيّد مصطفى.
ثمّ قام الوالي بنقل هذه الاعجوبة إلى السلطان عبد الحميد العثماني فأمرا لأخير بجعل تولية مرقد السيّدة زينب عليها السلام ومرقد السيّدة رقيّة عليها السلام ومرقد السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام مرقد السيّدة سكينة عليها السلام بيد السيّد إبراهيم ومنه انتقلت إلى ولده السيّد مصطفى ومنه إلى ولده السيّد عبّاس.
قال ناقل القصّة آية الله الحاج الميرزا هاشم الخراساني : وكان تأريخ هذه الحادثة الجليلة في حدود عام ١٢٨٠ ه (٢).
وقد نقل المرحوم آية الله السيّد هادي الخراساني هذه القصّة في كتابه «المعجزات
__________________
(١) يحتمل أنّ الوالي قام بذلك لأجل التأكّد من صحّة الرؤيا.
(٢) منتخب التواريخ ص ٣٨٨ الباب ٦ طبع ونشر علمية إسلامية.