الفصل السادس
ينقل المؤرخون أنّ يزيد اللعين كان قد أعدّ مجلساً احتفالاً بالنصر الظاهري الذي حقّقه ولكي ينال من أهل البيت عليهم السلام في هذا المجلس إلّا أنّه لم يتمكّن من ذلك وانقلب السحر على الساحر حيث تحوّل هذا المجلس إلى محكمة أُصدر فيها حكم جريمته النكراء.
فقد تحوّل النصر إلى هزيمة وانتصرت المظلومية على الطغيان والديكتاتورية الهوجاء ....
ولعلّ خير حكم صدر في هذه الجلسة هو الذي صدر من قبل زوجة يزيد هند التي عاشت تلك الأحداث وشاهدت وقائعها المؤلمة.
ففي التاريخ أنّها لمّا دخلت المجلس تساءلت من يزيد وقالت : هذا رأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه واله؟ قال : نعم ، فاذهبي وابكي عليه فخرجت من المجلس مذهولة ساخطة عليه ، وفي واقع الأمر أنّ هذا الأمر يعدّ معجزة من معاجز السيّدة زينب عليها السلام.
ونقل أيضاً أنّ أحد صحابة الرسول صلى الله عليه واله اعترض على الطاغية وقال : سوف تأتي أنت وابن زياد يوم القيامة ويختصم رسول الله صلى الله عليه واله منكما بمحضر هذا الرأس الشريف. وليس هؤلاء فقط بل إنّ كلّ أهل ذلك الزمان خاصّة أهل الشام سخطوا على يزيد الطاغية وتبرّءوا من أفعاله القبيحة التي سوّد بها صفحات التاريخ.
وقد أشارت العقيلة زينب عليها السلام إلى هذه المحاكمة وقالت : ولتردنّ على رسول الله صلى الله عليه واله بما تحمّلت من سفك دماء ذرّيته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعثهم ويأخذ بحقّهم (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ