أما تستحي ، رأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وفلذة كبد المصطفى ينصب في بلادك؟! ولما سمع يزيد اللعين هذا الكلام امتلأ غيظاً وتطاير الشرر من عيناه وأومأ إلى أحد جلاوزته أن يأخذ الإمام عليه السلام إلى أحد البساتين ويضرب عنقه ، وبالفعل فقد قاد اللعين الإمام إلى بعض البساتين وأخذ يحفر له قبراً بينما اشتغل الإمام بالصلاة ، وبعد أن فرغ اللعين من تجهيز القبر همّ بقتل الإمام عليه السلام إلّا أنّ يداً من السماء صَفَعَته صفعةً فصاح صيحة شديدة وهوى إلى الأرض ميّتاً.
الملفت للانتباه أنّ خالد بن يزيد كان يشرف على قتل الإمام عليه السلام ، ولمّا شاهد هذه الكرامة هرع إلى والده وقصّ عليه القضيّة فأمر اللعين أن يُدفن الجلّاد في نفس القبر الذي حفره بيديه وأشار على بعض جلاوزته أن يعيدوا الإمام عليه السلام إلى مجلسه (١).
جد ياجد لو رأيت عليّاً |
|
ناحلاً والسقام قد أضناه |
لو تراه بقيد وهو يبكي |
|
بين قوم لا يرحمون بكاه |
وإذا ما رأى أُمّ كلثوم نادى |
|
أتعبوني بالقيد يا عمّتاه |
فبكت رحمة له أُمّ كلثوم |
|
وأجابت من بعد ذاك نداه |
ثمّ قالت له ألا إنّ ذا الحال |
|
عزيز لجدّنا أن يراه |
وعزيز لعيه أن لو يرى اليوم |
|
بعينيه بعض ما نلناه |
لو يرانا ونحن فوق المطايا |
|
عند رجس نسير في مسراه |
وإذا ما وقفن في السير عنه |
|
ساعة لم يكف عنّا أذاه |
طالباً للشآم نحو يزيد |
|
جعلت في جهنّم مثواه |
ثمّ لمّا أتيته في دمشق |
|
بهت الرجل إذ رأت عيناه |
__________________
(١) راجع ارادتهم قتل الإمام السجّاد في كلّ من : المناقب ج ٤ ص ١٧٣ ، تذكرة الخواص ص ٢٥٨ ، إعلام الورى ص ٢٤٧ ، بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٢٠٠ ، إثبات الوصيّة ص ١٤٥ ، البداية والنهاية ج ٨ ص ١٩٨ ، تاريخ دمشق ج ١٩ ص ٤٢٠ ، تاريخ الإسلامي للذهبي ج ٣ ص ١٢.