فقالت العقيلة : بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلماً. فأجابها يزيد : كذبت يا عدوّة الله ، فعزّ على العقيلة هذا الكلام وآلمها وقالت : أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ، فاستحى اللعين وسكت.
فأعاد الشامي قوله : يزيد ، هب لي هذه الجارية.
فنهره يزيد وأشار عليه بأن اسكت قاتلك الله.
وفي رواية أُخرى : أنّ أُمّ كلثوم خاطبة الشامي قائلة : اسكت فظّ الله فاك وأخذ الذي فيه عيناك وسقاك حرّ الجحيم ، اتستخدم أولاد الأنبياء وتدّعي أنّك ولد حلال؟!
ولم تفرغ السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام من دعاءها وإذا بالشامي يعجز عن الكلام ويفقد بصره ، فحمدت الله تعالى على إجابة دعوتها وقالت : الله أحمد الذي أراني عقوبة من يتعرّض لأبناء الرسالة في هذه الدنيا.
وفي رواية ابن طاووس : أنّ الشامي سأل من يزيد مرّتين فقال : من هذه؟ فقال : فاطمة ابنة الحسين وهذه عمّتها زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقال الشامي : ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قال يزيد : نعم ، وإذا به يرتعد ويقول : لعنك الله يا يزيد ، تقتل أولاد الرسول صلى الله عليه واله وتأسر ذرّيته؟! والله لقد ظننت أنّهم أُسارى من الافرنج.
فقال يزيد : والله لألحقنّه بالحسين بن علي وأمر الجلّاد أن يضرب عنقه ثمّ أشار على حرسه أن يودعوا أهل البيت عليهم السلام السجن (١).
__________________
(١) راجع القضية على اختلاف العبارات في كلّ من الإرشاد ج ٢ ص ١٢١ ، مقتل الخوارزمي ج ٢ ص ٦٢ ، روضة الواعظين ج ١ ص ١٩٢ ، مثير الأحزان ص ١٠٠ ، إعلام الورى ص ٢٤٩ ، الاحتجاج ج ٢ ص ١٣١ ، تذكرة الخواص ص ٢٤٦ ، الملهوف ص ٢١٨ ، جواهر المطالب ج ٢ ص ٢٩٥ ، تسلية المجالس ج ٢ ص ٣٨٥.