فشيّعوا جثمانه إلى البقيع ودفنوه إلى جوار جدّه المظلوم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
وفي الخبر أنّه عليه السلام لمّا وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.
وكان له عليه السلام ناقبة ذهب بها إلى الحجّ ٢٢ عاماً ومع ذلك لم يضربها سوطاً واحداً ، ولمّا دفن عليه السلام جاءت الناقة إلى قبره الشريف وجلست عنده وأخذت تحنّ وتأنّ وتبكي.
وفي بعض الأخبار أنّ الإمام الباقر عليه السلام أتى إليها وقال لها : اسكتي وارجعي بارك الله فيك ، فعادت إلّا أنّها عادت من بعد مدّة من الزمن وأخذت تبكي وتنوح إلى ثلاثة أيّام وفي اليوم الثالث ماتت (١).
وكما يستفاد من الأخبار الكثيرة أنّ سبب وفاة الإمام عليه السلام كانت لسقيه السمّ الفتّاك ، فقد ذهب ابن بابوية وجمع آخر أنّ الوليد بن عبدالملك هو الذي دسّ السم إليه ، وقيل هشام بن عبدالملك (٢).
وقد اختلف في مدّة حياته إلّا أنّ أكثرهم قالوا أنّه عمره المبارك حين وفاته كان ٥٧ سنة (٣).
ونقل الكليني قدس سره بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : قبض علي بن الحسين عليهما السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة ، في عام خمس وتسعين للهجرة ، وقد عاش بعد الإمام الحسين عليه السلام خمساً وثلاثين سنة (٤).
وقد نسب للإمام عليه السلام بعض الأبيات منها قوله أيّام أسره :
أُقاد ذليلاً في دمشق كأنّني |
|
من الزنج عبد غاب عنه نصيره |
__________________
(١) منتهى الآمال ج ٢ ص ٦٠.
(٢) منتهى الآمال ج ٢ ص ٥٧.
(٣) منتهى الآمال ج ٢ ص ٥٧.
(٤) الكافي ج ١ ص ٣٦٠.