السيّد جواد شبّر ـ وهو من خطباء لبنان (١) ـ لم يذكرا إلّا هذا البيت ، وأمّا الشيخ فخر الدين الطريحي ـ الفقيه والرجالي والأديب الألمعي والعالم الشيعي اللغوي الكبير صاحب كتاب مجمع البحرين ـ ذكر كلّ القصيدة في كتابه المنتخب (٢) ـ وهو كتاب يتناول رثاء سيّد الشهداء عليه السلام بالنثر والشعر ، إذ يصرّح الشاعر في أواخر القصيدة بهويّته النسبية والولائية فيقول :
وعُبيدكم سيف فتى ابن عميرة |
|
عبدٌ لعبد عبيد حيدر قنبر |
أمّا ما يخصّ بحثنا هنا هو ذكر للسيّدة رقيّة في طيّات أبياته حيث قال :
وسكينة عنها السكينة فارقت |
|
لمّا ابتديت بفرقة وتغيّر |
ورقيّة رقّ الحسود لضعفها |
|
وغدا ليعذرها الذي لم يعذر |
ولأُمّ كلثوم يجد جديدها |
|
لثم عقيب دموعها لم يكرّر |
لم أنسها وسكينة ورقيّة |
|
يبكينه بتحسّر وتزفر |
يدعون أُمّهم البتولة فاطماً |
|
دعوى الحزين الواله المتحيّر |
يا أُمّنا هذا الحسين مجدلاً |
|
ملقى عفيراً مثل بدر مزهر |
في تربها متعفّراً ومضخّماً |
|
جثمانه بنجيع دم أحمر (٣) |
__________________
(١) أدب الطفّ أو شعراء الحسين عليه السلام ج ١ ص ١٩٦ ط مؤسّسة البلاغ بيروت ١٩٨٨ م.
(٢) المنتخب في جمع المراثي والخطب ج ٢ ص ٤٣٦ ط الأعلمي بيروت عام ١٤١٢ ه.
(٣) لبس السواد في عزاء أئمّة النور ص ٣٢٠ نقلاً عن المنتخب للطريحي.