الناس العاديين لا يمكن أن تخلّصني من هذا الابتلاء الشديد وليس هنا من حيلة سوى التوسّل بباب نجاة الأُمّة أبي عبدالله عليه السلام.
وبالفعل في أحد الأيّام بعد انتهائي من صلاة الظهر والعصر شعرت بانكسار عجيب فبكيت بكاءً ومرّاً واعتلى أنيني وحنيني ولا شعورياً أخذت أتوسّل بأبي عبدالله الحسين عليه السلام وأقول له : سيّدي ، يابن رسول الله إنّ الصبر على مرض كهذا صعب جدّاً ، علماً أنّ الناس من أهل المجالس يتوقّعون صعودي المنبر.
سيّدي إنّ شهر رمضان المبارك على الأبواب وقد قضيت عمري في خدمتكم فماذا حصل حتّى أقع في مثل هذا المرض المعضل وأحرم من خدمتكم؟!
سيّدي كن أنت الشفيع إلى الله في خلاصي من هذا المرض الصعب.
وبعد هذه التوسّلات خلدت إلى النوم كعادتي كلّ يوم فرأيت في عالم الرؤيا أنّ شخصاً نورانياً دخل الغرفة بحيث أنّ نورانيّته ملأت أطراف الغرفة.
لا إرادياً شعرت أنّ هذا الشخص هو سيّد الشهداء عليه السلام وقد غمرتني الفرحة وأخذت أُكرّر التوسّلات التي توسّلتها في عالم اليقظة وأخذت أصرّ بشدّة وأتوسّل بإلحاح قائلاً : سيّدي إنّ شهر رمضان على الأبواب وقد دعيت في مساجد متعدّدة ، ومع هذا الحال كيف أستطيع صعود المنبر؟ وإذا بسيّد الشهداء عليه السلام يشير قائلاً : قل لهذا الجالس عند الباب ـ وقد كان هناك رجل جالس عند الباب ـ أن يقرأ مصيبة عزيزتي رقية وابك أنت وسوف تشافى وتعافى إن شاء الله.
دقّقت النظر عند الباب وإذا به زوج أُختي الحاج مصطفى الطباطبائي القمّي الذي هو من علماء طهران ، فأخبرته بأمر سيّد الشهداء عليه السلام إلّا أنّه كان يعتذر عن قراءة المصيبة وأنا أبكي. ومع الأسف الشديد استيقظ أبنائي من نومهم ، وأيقظوني فاستيقظت من النوم منزعجاً متأسّفاً على حرماني من مواصلة البكاء في ذلك المجلس النوراني.