لننتقل منها إلى السعودية وكنت قد أعددت للأطفال الإحرام ... وعندما وصلنا إلى سوريا استأجرنا غرفة وكان يسكن في جوارنا شخص عربي وقد تصادق مع والدك ....
وفي أحد الأيّام طلب ذلك الرجل من والدك أن يرى جواز سفره ، ولمّا أخذ الجواز من والدك وقلّب صفحاته قال : لقد منحوك وحدك تأشيرة السفر إلى مكّة أمّا أبناءك وزوجتك فلم يعطوهم شيئاً.
وحقيقة أنّ الدنيا ضاقت بأعيننا عندما قال هذا الكلام خاصّة الأطفال فقد بلغ من شدّة حزنهم أنّهم أخذوا يبكون بشدّة وكان زوجي يطمأنهم ويقول : لا بأس عليكم ، لماذا تبكون ، إنّني لن اترككم وحدكم ، فلابدّ أن نذهب معاً إلى الحجّ.
آنذاك أشار ذلك الرجل العربي على والدك أن يراجع السفارة السعودية في سوريا أو السفارة الايرانية علّهم يحلّون المشكلة إلّا أنّ والدك رفض ذلك وقال : إنّ السيّدة رقيّة عليها السلام هي التي جاءت بنا إلى هنا وهي التي تهيّأ لنا تأشيرة السفر إلى الحجّ.
وفي اليوم الثاني صباحاً ـ وكان يوم الأربعاء وعند الساعة السابعة صباحاً ـ ذهبنا إلى حرم السيّدة رقيّة عليها السلام وكان الباب مغلقاً فوقنا خلف الباب وأخذنا نتوسّل بالسيّدة رقيّة عليها السلام ودموعنا تجري على خديّنا.
لحظات قليلة إذا بأحد السادة العلماء وكان شاباً ـ ولعل عمره ٢٥ عاماً ـ جاء ووقف خلف الباب بكلّ وقار وأخذ ينتظر أن يفتحوا باب الحرم الشريف وكانت إلى جانبه امرأة محجّبة لم أر وجهها لأنّها كانت ترتدي البوشية ، فذهب والدك إليه وتساءل منه بالعربية وقال : من أين أتيت؟ فقال السيّد : من النجف الأشرف.
وبعد مدّة من الزمن كان والدك يتحدّث مع ذلك السيّد الوقور وينقل له القضيّة ، ولأنّ والدك والسيّد كان يقفا بعيداً عنّا لم أسمع تفاصيل الحديث إلّا أنّني سمعت السيّد يقول : اعطني جوازك ، فأعطاه والدك الجواز ثمّ جاء الخدم وفتحوا الحرم فدخل السيّد وزوجته أوّلاً ثمّ دخلنا نحن وكان هناك مسجد على اليمين يسمّى بـ «خرابة الشام» ويقال أنّ السيّدة رقيّة عليها السلام استشهدت فيه ، فذهبنا نحن إلى ضريح السيّدة رقيّة عليها السلام بينما