دخل السيّد وزوجته ذلك المسجد.
ولم تمض سوى لحظات قليلة إذا به بالسيّد يرجع الجواز إلى والدك ويقول : لقد أخذنا لك تأشيرة من أهل البيت عليهم السلام لتذهب أنت وعيالك إلى الحجّ ، ثمّ ودّعه وذهب سريعاً.
مباشرة التفت والدك إليّ وقال : بعد أن حصلنا على تأشيره الحجّ فلنذهب سريعاً إلى مكّة المكرّمة ، فاستأجرنا مع بعض الركّاب سيارة كبيرة للسفر وتحرّكنا يوم الخميس نحو المدينة المنوّرة.
وأتذكّر أنّ والدك قال : ينبغي أن نرافق أحد العرب الذين يعرفون الطريق جيّداً ليصحبنا معه في الطريق ، ثمّ تحرّكنا نحو السعودية عبر الحدود الأردنية إذ أنّ العلاقات بين العراق وسوريا كانت مقطوعة.
ومن نعم الله تعالى وعناية السيّدة رقيّة عليها السلام أنّنا تعرّفنا على شخص عربي كان خبيراً بالطريق وقد قبل أن نرافقه طيلة الطريق.
وما أن تحرّكنا من سوريا وقبل أن نخرج من الحدود إذا بالسيارة تعطّل ، فذخب السائق ليأتي بسيارة أُخرى وبقينا نحن من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة الرابعة بعد الظهر ننتظره دون أن يأتي ، فاتّصل أحد المسافرين معنا بالمرور السوري وأخبرهم بالقضية وطلب منهم أن يبعثوا لنا سيارة لننتقل عبرها إلى مكّة. وما هي إلّا نصف ساعة إذا بالسيارة تأتي وكانت أفضل من السابقة بكثير فركبنا فيها وتحرّكنا بسرعة نحو الحدود السعودية ، وقبل أن نصل إلى الحدود وقفنا عند أحدى المقاهي حيث إنّ والدك طلب من السائق أن ينزل عندها لنستريح قليلاً ، فنزلنا هناك ساعة ثمّ تحرّكنا من جديد حتّى وصلنا إلى الحدود في الساعة الواحدة أو الثانية ليلاً الموافق ٢٩ شوال ١٣٩٩ ه.
وعند الحدود أخذ المسؤلون الحدود يحقّقون في التأشيرات ويجرون الاجراءات اللازمة فقلقنا جدّاً لأنّ تأشيرتنا كانت صادرة من حرم السيّدة رقيّة إلّا أنّ عناية عزيزة الحسين عليه السلام بقيت ترعانا حتّى في تلك اللحظات حيث جاء المفتّش ونظر إلى التأشيرة