بـ «بئر زمزم».
وكانت هذه السيّدة الجليلة كالسيّدة زينب الكبرى عليها السلام ملاذاً ومأمناً للأسارى وقد خطبت أمام ابن زياد لعنه الله خطبة غرّاء كشفت فيها للناس ظلم يزيد وأتباعه الأوغاد.
أمّا وفاتها فقد كانت سنة ١١٠ ه (١) ، وقبرها موجود اليوم خلف قبر السيّدة سكينة وأُمّ كلثوم عليها السلام في دمشق.
وعلى الرغم أنّ للسيّدة فاطمة قبراً معروف في الشام إلّا أنّ أكثر المصادر تصرّح أنّها توفّيت في منزلها الواقع خلف مسجد النبي صلى الله عليه واله ودفنت في البقيع.
ففي كتاب «من الرسول صلى الله عليه واله إلى الإمام زين العابدين عليه السلام» لسماحة الشيخ علي الفلسفي : أنّ السيّدة فاطمة دفنت في الشام ولها حرم مجلّل يقصده الكثير من الزوّار.
وفي «بحار الأنوار» و «ناسخ التواريخ» : أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قال : لمّا قتل الحسين عليه السلام جاء غراب فوقع في دمه ، ثمّ تمرّغ ثمّ طار ، فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام وهي الصغرى ، فرفعت رأسها إليه ، فنظرته فبكت وقالت :
نعب الغراب فقلت : من |
|
تنعاه ويلك من غراب؟ |
قال : الإمام فقلت : من |
|
قال : الموفّق للصواب |
إنّ الحسين بكربلا |
|
بين المواضي والحراب |
قلت : الحسين؟ فقال لي : |
|
مُلقى على وجه التراب |
ثمّ استقلّ به الجناح |
|
ولم يطق ردّ الجواب |
فبكيت منه بعبرة |
|
ترضي الإله مع الثواب |
قال محمّد بن علي عليه السلام فنعتته لأهل المدينة ، فقالوا : جاءت بسحر عبد المطّلب ،
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٣٣١ ، الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣٠٢ ، مقتل الحسين بن علي عليهما السلام للسيّد عبد الكريم سيّد علي خان ص ٦٩ ـ ٧١.