أيه بنت الحسين يومك يُسر |
|
وأمام الطغاة يوم عسير |
المدى فيك بالخلود طويل |
|
والمدى عند شانئيك قصير |
والرقيم الذي على صرحك الشا |
|
مخ فيه البيان والتفسير |
أن يحيق الهوان الآسر الباغي |
|
ويسمو كما يشاء الأسير |
وتروح القصور والترف الفاجر |
|
والوشي لامعاً والحرير |
والعروش التي على البغي قامت |
|
وجنود ومنبر وأمير |
أيدانيك ظالم بسريرٍ |
|
وقد انحطّ للهوان السرير |
ممّن اجترّ حقد بدر وأُحدٍ |
|
وتمادى سُعاره الشرير |
من رعيل دم الشهادة فيهم |
|
ملأ قرقارة الشراب خمير |
ولأسنان أُمّهم في لحوم |
|
ممّن استشهدوا بأُحدٍ صرير |
فذريهم إلى الهوان مصيراً |
|
وليدم منك للخلود مصير |
يا ابنة المتّقين عاقبة الأبرار |
|
عمّا ينالهم تبرير |
أُنظري خربة أقمت بها بالشام |
|
تُرُب فراشها وحصير |
إنّها عبرة على شفة التاريخ |
|
يشتارها السميع البصير |
أنت فيها رمزٌ وضرخةُ حقٍ |
|
عند سمع الطغاة منها هدير |
صاح فيها صوت الضمير وعدل |
|
في الموازين لو أفاق الضمير |
سيطال الخراب أروقة الظلم |
|
ويجتاح صرحها التدمير |
وسيبدو للتائهين بأن الله |
|
في فعل ما يشاء قدير |
أيّها الشجنة التي أذبلتها |
|
لوعة الأسر والفلا والهجير |
فهي من زحمة القيود على الصـ |
|
ـدر أنين شهيقها والزفير |
طفلة يكمن الذهول بعينيها |
|
فيبدو بدمعها التعبير |
حملت قلبها الكسير على يُتمٍ |
|
وقلب اليتيم قلب كسير |
إنّها برعم وما اشتدّ منها |
|
عودها الغضّ والفؤاد الغرير |