واستقلالنا (١).
وقال أيضاً : أقسم بالله إنّي إن بقيت حيّاً لانتزعت الحكم من بني هاشم (٢).
وقال معاوية ابنه بعد ما صالح الإمام الحسن عليه السلام : إنّي لم أُحاربكم لتصوموا وتصلّوا بل قاتلتكم لأتأمّر عليكم (٣).
وحينما وصلت الخلافة لعثمان ودخل عليه أبو سفيان قال لمن كان عند عثمان من بني أُميّة : تلقّفوها تلقّف الكرة فوالذي يقسم به أبو سفيان لا جنّة ولا نار (٤).
لقد حكم معاوية بلاد الشام طيلة اثنين وأربعين عاماً من بعد رحيل النبي صلى الله عليه واله ، (أي من بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام عشرين عاماً وعشرة سنين من بعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام) إلى أن توفّي عام ستين للهجرة في النصف من رجب.
فقد حكم الشام خمس سنوات من قبل عمر بن الخطّاب ، وبقي حاكماً فيها أيّام عثمان بن عفّان ، وخمس سنوات (أو أقل) في زمان خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام وستّة أشهر في خلافة الإمام الحسن عليه السلام وخلال هذه السنين كان في صراع مرير مع أمير المؤمنين علي والحسن صلوات الله عليهما وخاض ضدّهما الحروب ، ثمّ حكم الشام بعدهما عشرون عاماً ، وامتازت فترة حكمه هذه بالحروب الظالمة وفي نهاية عمره أخذ البيعة لابنه يزيد الطاغية من المسلمين.
وبُعّد عثمان بن عفّان ومعاوية في طليعة الحكّام الأربعة عشر المنحدرين من السلالة السفيانية والمروانية الأموية الذين حكموا المسلمين من عام ٤١ ه وإلى عام ١٣٢ ه بما يعادل الف شهر (٥).
__________________
(١) المصدر السابق ص ٦٣ / وقد ترجمت النصوص بالمعنى.
(٢) الإمام علي عليه السلام ص ٢١٢.
(٣) عائشة في عهد معاوية للعلّامة السيّد مرتضى العسكري ص ١٢٥.
(٤) فلسفة ثورة الحسين ص ٢٨.
(٥) بررسي تاريخ عاشوراء ص ٤٧ (دراسة تاريخ عاشوراء) للدكتور أيتي بيرجندي / فارسي.