وفرض للسلطنة ، ولذا فإنّ بعض من ذهبوا لملاقاته كانوا يسلّمون عليه بالملوكية (١) بل إنّه شخصياً عبّر في بعض مجالسه الخاصّة عن حكومته بالملكية وإن كان يتظاهر أمام الملأ بالخلافة (٢).
كما سعى معاوية السوء أن يصير ملكه الذي شيّده على الظلم والطغيان والاستيلاء على رقاب العباد وراثة يتداول بين ذرّيته وجماعته من بني أُميّة.
وبالفعل فقد عيّن معاوية ابنه يزيد كخليفة من بعده رغم تجاهره بالفسق واطلاع الناس على فساده وانحرافه.
من جانب آخر فإنّ معاوية لكي يصل إلى ما أذاع به أمام الناس من نقضه لمعاهدته مع الإمام الحسن عليه السلام وإدلائه بالخلافة لابنه يزيد شارب الخمور دبّر مخطّطاً شيطانياً آخراً للإمام الحسن عليه السلام ودسّ إليه السمّ الفتّاك فاستشهد مسموماً مظلوماً صلوات الله عليه وخلى الجو لابنه يزيد.
ولا يخفى أنّ معاوية بالغائه المعاهدة مع الإمام الحسن عليه السلام صرّح عمليّاً أنّه لن يترك شيعة أهل البيت عليه السلام آمنين يتّصلون بأئمّتهم ويستفيدون من إرشاداتهم القيّمة ومواعظهم المفيدة ، وهذا ما حصل فعلاً.
فقد أعلن أمام الملأ أنّ كلّ من ينقل حديثاً أو منقبة من مناقب أهل البيت عليهم السلام لا حرمة لنفسه وماله وعرضه ، كما أكّد اللعين على نشر الفضائل المبتدعة لبعض من يسمّونهم بالصحابة والخلفاء. وبالمقابل ابتدع معاوية المسألة لعن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر وبقي ذلك حتّى زمان الخليفة الأموي عمر ابن عبد العزيز.
وبالاضافة إلى ذلك فقد بعث إلى عمّاله في كلّ البلاد وأمرهم بقتل ومطاردة صحابة أمير المؤمنين عليه السلام وخواصّه فضلاً عن الجاء الشيعة عامّة إلى التبرّي من الإمام
__________________
(١) راجع تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٩٣.
(٢) راجع تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٠٢.