إلّا أنّ مدوناتي هذه بقيت فترة من الزمن من دون أن أُنسّقها وأُرتّبها إلى أن طبعت الجزء الأوّل من كتابي «الشخصية المتألذقة ـ اللامعة ـ قمر بني هاشم أبا الفضل العبّاس عليه السلام» (١). الذي قدّمته إلى محبّي أهل البيت عليهم السلام وحينها ذكّرتني زوجتي ـ حفظها الله وأولادها من فتن وشرور آخر الزمان ـ بنذري وقالت لي : حاول أن تعمل بنذرك ، وكان ذلك منها قبل حلول محرّم الحرام عام ١٤١٨ ه ومنذ ذلك الوقت نويت أن أبدأ بتأليف الكتاب ، إلّا أنّ التفكير بالمشاكل وصعوبات الحياة عاقني عن تحقيق نذري فتأخّرت في إنجازه ولذلك كنت مهموماً لهذا التأخير فتوسّلت إلى الله تعالى بعد صلاة الصبح وطلبت منه الاستعداد لإكمال هذا الكتاب ثمّ استخرت الله في ذلك فخرجت الآية الكريمة : (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢) التي أخرجت من قلبي كلّ شكّ وتردّد ، ومنذ ذلك اليوم بدأت العمل بهذا الكتاب إلى أن انتهيت منه وأشكر الله سبحانه وتعالى الذي شملني بالطفه وعنايته حتّى استطعت أن أُنجزه بأقلّ وقت وهو بضاعة مزجاة من حياة السيّدة المظلومة والدرّة اليتيمة رقيّة سلام الله عليها أُقدّمه إلى جميع شيعة أهل البيت عليهم السلام ونرفع من خلاله الستار عن ظلامتها وظلامة آل الله صلوات الله عليهم ، ونكشف الحقيقة عن أعدائهم وظالميهم ولله الحمد وله الشكر.
وكلّي أمل أن يكون هذا الأثر المبارك مورداً مقبولاً عند منقذ البشرية الكبير المنتقم للدماء المراقة للشهداء في كربلاء الحجّة ابن الحسن العسكري عجّل الله فرجه الشريف.
|
١١ شعبان ١٤١٨ ه ـ مولد علي الأكبر عليه السلام قم ـ حرم أهل البيت عليهم السلام الشيخ علي الربّاني الخلخالي |
__________________
(١) الذي تضمّن حياته الشريفة مع ٢٤٠ كرامة له عليه السلام مع الشيعة وأهل السنّة والمسيحيين والزرادشتيين.
(٢) سورة الحج : ٣١.