الأقرباء والجيران ، ووزيرة تكتم نذرها لأم البنين مع الجنين وتحبسه في صدرها لئلا يكتشفه الأقربين.
وصارت تعدّ أيام الحمل فتتخيل الشهور التسعة تمرّ بخطى شيخ متهاود تجاوز التسعين ، ولكنها تعيش لذة انتظار الجنين ، وتتضايق من نصائح النساء ووصفاتهن بين الحين والحين ، وبدأ القلق يساورها لمستقبل الطفل ووضع الحمل.
وفي الشهر الثالث من الحمل :
أحست بالآلام في بطنها وظهرها ، فغرقت في الهموم مرة أخرى ، ونقلت إلى المستشفى هذه المرة تحفّها نساء الأقرباء والجيران ، وألقى الزوج بنفسه على يد الطبيب يقبلها ويتوسل اليه أن يصنع أي شيء ليحفظ الجنين ويحول دون سقوطه ، ويجيب الطبيب : إنّ الأمر بيد الله أولاً وآخراً ، وليس باليد حيلة ، ولا دواء ناجع ولا طبيب نافع ، ولكن عليها أن تستريح استراحة مطلقة وتبقى في المستشفى لمدة ثلاثة أيام.
فلمّا سمعت «وزيرة» أنّ الأسباب تقطّعت بها التجأت بحرقة وقلب مكسور إلى أم البنين وتوسّلت بها أن تعينها ....
فأخذ الألم يتضاءل ، وكأنّه نار تخمد أو ثلج يذوب ، وعادت الابتسامة لترتسم على شفتي الزوج من جديد ، وعادت الآمال والأمنيات ، وارتفع الكابوس القاتل المقيت ، حيث رجعت «وزيرة» إلى بيتها لتكمل شوط الحمل ....
وانقضت الشهور التسعة ، وتصرّمت بأيامها وليالها ، وساعاتها وثوانيها ، وأطل الربيع بنداوة الحياة ، أصاب «وزيرة» ألم الطلق عند الفجر حينما كان المؤذن يرفع الأذان ، فلمّا نادى المؤذن «أشهد أنّ علياً ولي الله» صرخت «وزيرة» : يا علي ... ووضعت حملها سالماً سوياً ، وكانت أنثى تحمل معها كلّ أمنيات الوالدين وأقرباءهم.
فقالت وزيرة : سموها «فاطمة» تيمناً بأم البنين عليهاالسلام.