وخطبة الجمعة ، وكان المرتزقة يتزلفون بذلك للنظام الحاكم إلى عهد عمر بن عبد العزيز حيث رفع السبّ رسمياً ، ولقي في ذلك تصلّباً وعنتاً من أشياع الأمويين ، فاضطر إلى استخدام القوة أحياناً كما حدث في إصفهان يومذاك.
فلما رأى الشيعة عناد خصومهم وتعنتهم رفعوا الشهادة الثالثة كشعار لهم في الأذان والاقامة ، فصدحت بها مآذنهم ومنائرهم في كلّ يوم خمس مرات ، فامتزجت هذه السنة الحسنة الموروثة من عهد النبي صلىاللهعليهوآله من أمثال سلمان وأبي ذر بالثقافة الشيعية ، وصارت جزءً من شعائرهم التي توارثتها الأيدي كابراً عن كابراً ضمن السيرة العلمائية المقدسة الممتدة.
وبالرغم من معارضة جملة من المتحذلقين فانّ الشيعة استمروا على ذلك ولم يروا فيها أي إشكال شرعي ، ولم يجدوا أي ردع من الشارع يمنعنهم عنها ، بل الأمر بالعكس تماماً ؛ لأنّ الشهادة الثالثة «أشهد أنّ علياً ولي الله» إنمّا هي مفاد ما قاله النبي صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع في حديث «غدير خم» المتواتر عند الفريقين «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».
إضافة إلى الحثّ والتأكيد الصريح الوارد عن الأئمة المعصومين حيث أمروا بالحاق الشهادة بالتوحيد والشهادة بالنبوة بالشهادة بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام :
١ ـ فقد روى الطبرسي في الاحتجاج في حديث قاسم بن معاوية عن الصادق عليهالسلام ـ في حديث ـ : فاذا قال أحدكم : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، فليقل : «علي أمير المؤمنين».
قال المجلسي : فيدلّ على استحباب ذلك عموماً والأذان من تلك المواضع (١).
٢ ـ وعن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث : .. من أراد أن يتمسك بالعروة
__________________
(١) البحار ٨١ / ١١٢ ، الاحتجاج (للطبرسي) ١ / ١٥٨.