للوقف وأولهما غير حرف اللين ، نحو جاءنى عمرو ومررت بعمرو ، فتحرك الأول بحركة الثانى ، وذلك لأنه لم يكن بد من الحركة الخفية ، كما ذكرنا فى أول هذا الباب ، فتحريكه بحركة كانت ثابتة فقصد حذفها دالة على معنى أولى ، كما يجىء فى باب الوقف ، فإن كان الساكن الثانى هاء المذكر ، نحو اضربه ومنه وضربته ، جاز نقل حركة الهاء إلى الساكن الذى قبله ، فتقول اضربه ومنه وضربته ، وبعض بنى تميم من بنى عدى يحذفون حركة الهاء ويحركون الأول بالكسر فيقولون : ضربته وأخذته ، كما تقول : ضربت المرأة ، على ما يجىء فى باب الوقف ، وثانى النوعين ما يكون الساكن الثانى فيه مدغما والأول ألف نحو الضّالّين ، فتقلب الألف همزة مفتوحة ، كما يحكى عن أيوب السخستيانى فى الشواذ (وَلَا الضَّالِّينَ) وحكى أبو زيد عنه دأبّة وشأبّة ، وأنشد :
٧٦ ـ يا عجبا لقد رأيت عجبا |
|
حمار قبّان يسوق أرنبا |
خاطمها زأمّها أن تذهبا |
|
فقلت أردفنى فقال مرحبا (١) |
أى : رامّها ، فقلبها همزة مفتوحة ، إذ لا يستقيم هنا وزن الشعر باجتماع
__________________
(١) هذه أبيات من الرجز المشطور أنشدها فى اللسان (ق ب ب) و (ق ب ن) ولم نقف لها على نسبة إلى قائل معين ، وحمار قبان : دويبة مستديرة تتولد في الأماكن الندية ، مرتفعة الظهر كأن ظهرها قبة ، إذا مشت لا يرى منها سوى أطراف رجليها ، وهي أقل سوادا من الخنفساء وأصغر منها ولها ستة أرجل. ووزنها فعلان على الراجح ، ومنهم من يقول : وزنها فعال ، وليس بشىء ، لأن منعهم إياها من الصرف دليل على أن وزنها فعلان. وقوله : زأمها ، أصله زامها : أى ممسكا بزمامها. وأن تذهب : على تقدير حرف الجر : أى من أن تذهب ، أو على تقدير مضاف محذوف ، والأصل : مخافة أن تذهب ، أو نحو ذلك. والاستشهاد بالبيت فى قوله «زأمها» حيث همز الألف فرارا من التقاء الساكنين ، وفتحة الألف لما ذكر المؤلف