ما قبلهما قليلان متروكان عندهم ، ولو أدغمت وقلبت لبعدت الكلمة جدا عما هو أصلها لا لموجب قوى.
فإن قلت : لم تقلب الواو والياء ألفا فى قوول وبيوع وبييع مع تحركهما وانفتاح ما قبلهما ، فما المحذور لو لم تقلبا أيضا مع حذف المد؟
فالجواب أنهما لم تقلبا مع المد لعدم موازنة الفعل معه التى هى شرط فى القلب كما يجىء فى باب الاعلال ؛ ومع حذف المد تحصل الموازنة.
قوله : «ومن فعيلة غير مضاعف» ، إنما شرط ذلك لأنه لو حذف من مديدى فى مديدة (١) لجاء المحذور المذكور فى شديدة ، ولم يشترط ههنا صحة العين لأن [نحو] قويمة (٢) إذا حذف ياؤه لم تكن الواو متحركة منفتحا ما قبلها كما كان يكون فى طويلة وقوولة لو حذف المد.
__________________
الفاء والعين ـ ألا ترى الى تخفيفهم نحو كبد وعضد دون نحو جمل ـ تركوا الأدغام فيه ، وأيضا لو أدغم فعل (بفتح الفاء والعين) مع خفته لالتبس بفعل ساكن العين فيكثر الالتباس ، بخلاف فعل وفعل بكسر العين وضمها فانهما قليلان فى المضعف ، فلم يكترث بالالتباس القليل ، وإنما اطرد قلب العين فى فعل (بفتحتين) نحو دار وباب ونار وناب ولم يجز فيه الأدغام مع أن الخفة حاصلة قبل القلب كما هى حاصلة قبل الأدغام ، لأن القلب لا يوجب التباس فعل (بفتحتين) بفعل (بفتح فسكون) ، إذ بالألف يعرف أنه كان متحرك العين لا ساكنها بخلاف الأدغام» اه
(١) مديدة : تصغير «مدة» ويجوز أن يكون المكبر بضم أوله ومعناه الزمان وما أخذت من المداد على القلم. وبالفتح ومعناه واحدة المد الذى هو الزيادة فى أى شىء. وبالكسر ومعناه ما يجتمع فى الجرح من القبح
(٢) قويمة : تصغير قامة أو قومة أو قيمة ، فأما القامة فمصدر بمعنى القيام ، أو هى جمع قائم كقادة فى جمع قائد ، أو حسن طول الانسان ، أو اسم بمعنى جماعة الناس. وأما القومة فمصدر بمعنى القيام أيضا ، أو المرة الواحدة منه. وأما القيمة فثمن الشىء بالتقويم وأصلها قومة قلبت الواو ياء لسكوتها إثر كسرة