تذهب فى الوصل فانها لا تحذف فى الوقف ؛ لأن الفتحة والألف أخف ، ألا ترى أنهم يفرون من الواو والياء المفتوح ما قبلهما إلى الألف؟ وقد يفر إليه فى الياء المكسور ما قبلها نحو دعا ورضا». وقال أيضا : «إنهم يخففون عضدا وفخذا بحذف حركتى عينيهما ، ولا يحذفون حركة عين جمل» قال السيرافى ـ وهو الحق ـ : «هذا الموضع يدل على أن مذهب سيبويه أن الألف التى تثبت فى الوقف هى التى كانت فى الوصل محذوفة» أقول : معنى كلام سيبويه أنك إذا قلت «هذا قاض» و «مررت بقاض» فانك تحذف فى الوقف الياء التى حذفتها فى الوصل للساكنين ، وإن زال أحد الساكنين ، وهو التنوين ، وذلك لعروض زواله ؛ إذ لو لم يحذف الياء والكسرة فى الوقف
__________________
العبارة ، قال (ج ٢ ص ٢٩٠): «وأما الألفات التى تذهب فى الوصل فانها لا تحذف فى الوقف ؛ لأن الفتحة والألف أخف عليهم ، ألا تراهم يفرون من الياء والواو إذا كانت العين قبل واحد منهما مفتوحة ، وفروا إليها فى قولهم : قد رضا (ماض مبنى للمجهول) ونها (مثله) وقال الشاعر وهو زيد الخيل :
أفى كلّ عام مأتم تبعثونه |
|
على محمر ثوّيتموه وما رضا |
وقال طفيل الغنوى :
* إنّ الغوىّ إذانها لم يعتب*
ويقولون فى فخذ : فخذ ، وفى عضد : عضد ، ولا يقولون فى جمل : جمل ، ولا يخففون ؛ لأن الفتح أخف عليهم والألف (أنظر : ج ١ ص ٤٣ وما بعدها من كتابنا هذا) ، فمن ثم لم تحذف الألف ، إلا أن يضطر شاعر فيشبهها بالياء لأنها أختها وهى قد تذهب مع التنوين ، قال الشاعر ـ حيث اضطر ـ وهو لبيد :
وقبيل من لكيز شاهد |
|
رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ |
يريد المعلى» اه