فلما جوّز حذف ياء «الذعر» لأنه مثل وقف أزد السراة نحو «مررت بعمرى» تبعه فى حذف الياء الأصلىّ ؛ إذ القوافى يجب جريها على نمط واحد ، وكذا فى الواو ، نحو قوله :
٩٩ ـ وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا |
|
على صير أمر ما يمرّ وما يحل (١) |
وإنما جوزت ههنا حذف الواو ـ وإن كان أصلا ـ لأنك حذفت الواو الزائد الناشىء للاطلاق فى «الثقل» قبل هذا البيت لما قصدت التقييد فى قوله :
١٠٠ ـ صحاالقلبعنسلمى وقدكاد لايسلو |
|
وأقفر من سلمى التّعانيق والثّقل (٢) |
__________________
ولنعم حشو الدّرع أنت إذا |
|
دعيت نزال ولجّ فى الذّعر |
وهو لزهير بن أبي سلمى من قصيدة الشاهد السابق ، والبيت الثانى هو :
ولأنت أشجع من أسامة إذ |
|
يقع الصّراخ ولجّ فى الذّعر |
وهو للمسيب بن علس. وأسامة : علم للاسد ، ونزال : اسم فعل أمر بمعنى انزل ، وقد قصد هنا لفظها ، ولذلك وقعت نائب فاعل ، والذعر : الفزع ، ولجاج الناس فيه معناه تتابعهم فيه أو اشتداده بهم ، والاستشهاد بالبيت فى قوله «الذعر» حيث حذف الياء التى تنشأ من كسرة الراء إذا كانت القافية مطلقة ؛ والفرق بين هذا والذي قبله أن الياء المحذوفة من السابق لام الكلمة ، وهي هنا حرف زائد للروى
(١) هذا البيت لزهير بن أبى سلمى المزنى من قصيدة له مطلعها الشاهد الآتي بعد هذا ، وقوله «على صير أمر» أي : على مشارفة أمر ، ويمر ويحلو : أى يصير مرا وحلوا ، يريد أنه من محبوبته على حال لا تعد وصالا ولا هجرانا ؛ ولو أنها هجرته ليئس ، ولو واصلته لنعم ، فهو غير يائس منها ولا ناعم فى هواها. والاستشهاد بالبيت فى قوله «يحل» حيث حذف الواو التى هى لام الكلمة ثم سكن ما قبلها
(٢) هذا البيت مطلع قصيدة زهير بن أبي سلمى المزنى التى منها الشاهد