باب التصغير نحو أخت (١) وبنت وهنت وثنتان وكيت وذيت ، فعند سيبويه تحذف التاء وترد اللام ، وذلك لأن التاء وإن كانت بدلا من اللام إلا أن فيها رائحة من التأنيث لاختصاصها بالمؤنث فى هذه الأسماء ، والدليل على أنها لا تقوم مقام اللام من كل وجه حذفهم إياها فى التصغير نحو بنية وأخية ، وكذا فى الجمع نحو بنات وأخوات وهنات ، فاذا حذفت التاء رجع إلى صيغة المذكر ؛ لأن جميع ذلك كان مذكرا فى الأصل ، فلما أبدلت التاء من اللام غيرت الصيغة بضم الفاء من أخت وكسرها من بنت وثنتان ، وإسكان العين فى الجميع تنبيها على أن هذا التأنيث ليس بقياسى كما كان فى ضارب وضاربة وأن التاء ليست لمحض التأنيث بل فيها منه رائحة ، ولذا ينصرف أخت علما ، فتقول فى أخت : أخوى كما قلت فى أخ ، وفى بنت وثنتان بنوى وثنوىّ ، والدليل على أن مذكر بنت فعل فى الأصل بفتح الفاء والعين قولهم بنون فى جمعه السالم وأبناء فى التكسير (٢) وكذا قالوا فى جمع الاثنين أثناء ، قال سيبويه (٣) : إن قيل إن بنات لم يرد اللام
__________________
(١) انظر الجزء الأول من هذا الكتاب (ص ٢٢٠)
(٢) الدليل على أن الفاء فى ابن مفتوحة قولهم فى جمع السلامة بنون ، والدليل على أن العين مفتوحة أيضا مجىء تكسيره على أبناء ؛ إذ لو كانت عينه ساكنة لجمع على أفعل مثل فلس وأفلس
(٣) بين عبارة سيبويه وما نقله المؤلف عنه اختلاف ، ونحن نذكر لك عبارة سيبويه ، قال (ج ٢ ص ٨٢): «فان قلت بنى جائز كما قلت بنات ، فانه ينبغى له أن يقول بنى فى ابن كما قلت فى بنون ، فانما ألزموا هذه الرد فى الاضافة لقوتها على الرد ولأنها قد ترد ولا حذف ، فالتاء يعوض منها كما يعوض من غيرها» اه ، وقال أبو سعيد السيرافى فى شرحه : «فان قال قائل فهلا أجزتم فى النسبة إلى بنت بنى من حيث قالوا بنات كما قلتم أخوى من حيث قالوا أخوات فان الجواب عن ذلك أنهم قالوا فى المذكر بنون ولم يقولوا فيه بنى. إنما قالوا بنوى أو ابنى ، فلم