والتاء فى «كلتا» (١) عند سيبويه مثلها فى أخت ، لما لم تكن لصريح التأنيث بل كانت بدلا من اللام ولذا سكن ما قبلها وجاز الإتيان بألف التأنيث بعدها وتوسيط التاء ولم يكن ذلك جمعا بين علامتى التأنيث لأن التاء كما ذكرنا ليست لمحض التأنيث بل فيها رائحة منه ، فكلتا عنده كحبلى الألف للتأنيث فهى لا تنصرف لا معرفة ولا نكرة ، فاذا نسبت إليه رددت اللام ، ورددت الكلمة إلى صيغة المذكر ، كما فى أخت وبنت ، فيصير كلوى بفتح العين فيجب حذف ألف التأنيث كما مر فى جمزى ، وفتح عين مذكره ظاهر ، قال السيرافى : من ذهب إلى أن التاء ليس فيه معنى التأنيث بل هو بدل من الواو كما فى ستّ وأصله سدس وكما فى تكلة وتراث قال كلتى ، فيجىء على ما قال السيرافى كلتوى وكلتاوى أيضا كحبلوى وحبلاوى ، وعند الجرمى أن ألف كلتا لام الكلمة ، وليست التاء بدلا من اللام ولا فيه معنى التأنيث ، فيقول : كلتوى كأعلوى ، وقوله مردود لعدم فعتل فى كلامهم ، وليس ليونس فى كلتا قول ، ولم يقل إنه ينسب إليه مع وجود التاء كما نسب إلى أخت وبنت ، وليس ما جوّز من النسب مع وجود التاء فيهما مطردا عنده فى كل ما أبدل من لامه تاء حتى يقال إنه يلزمه كلتىّ وكلتوى وكلتاوى كحبلىّ وحبلوى وحبلاوى ، ولو كان ذلك عنده مطردا لقال منتى وهنتى أيضا ولم يلزمه الخليل ما ألزمه ، فقول المصنف «وعليه كلتوى وكلتى وكلتاوى» فيه نظر ، إلا أن يريد أنك لو نسبت إليه تقديرا على قياس ما نسب يونس إلى أخت وبنت لجاز الأوجه الثلاثة
قوله «متحرك الأوسط أصلا» أى فى أصل الوضع
قوله «والمحذوف هو اللام ولم يعوض همزة الوصل» شرط لوجوب الرد
__________________
(١) انظر الجزء الأول من هذا الكتاب (ص ٢٢١)