وهذا [هو] الذى أشار إليه المصنف بقوله : «وهذى الأربعة ـ إلى آخر البيت».
القسم الثانى : ما يشترط فى عمله أن يسبقه «ما» المصدرية الظرفية ، وهو «دام» كقولك : «أعط ما دمت مصيبا درهما» أى : أعط مدّة دوامك مصيبا درهما ؛ ومنه قوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) أى : مدّة دوامى حيا.
__________________
الشاهد فيه : للنحاة فى هذا البيت شاهدان ، الأول : فى قوله «يا اسلمى» حيث حذف المنادى قبل فعل الأمر فاتصل حرف النداء بالفعل لفظا ، ولكن التقدير على دخول «يا» على المنادى المقدر ، ولا يحسن فى مثل هذا البيت أن تجعل «يا» حرف تنبيه ؛ لأن «ألا» السابقة عليها حرف تنبيه ، ومن قواعدهم المقررة أنه لا يتوالى حرفان بمعنى واحد لغير توكيد ، ومثل هذا البيت فى ما ذكرنا قول الشماخ.
يقولون لى : يا احلف ، ولست بحالف |
|
أخادعهم عنها لكيما أنالها |
فقد أراد : يقولون لى يا هذا احلف ، ومثله قول الأخطل :
ألا يا اسلمى يا هند هند بنى بكر |
|
ولا زال حيّانا عدى آخر الدهر |
أراد : ألا يا هند اسلمى يا هند بنى بكر ، ومثله قول الآخر :
ألا يا اسلمى ذات الدّماليج والعقد |
|
وذات الثّنايا الغرّ والفاحم الجعد |
أراد : ألا يا ذات الدماليج اسلمى ذات الدماليج ـ إلخ ، ومثل الأمر الدعاء كما فى قول الفرزدق :
يا أرغم الله أنفا أنت حامله |
|
يا ذا الخنى ومقال الزّور والخطل |
يريد : يا هذا أرغم الله أنفا ـ إلخ ، ومثله قول الآخر :
يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصّالحين على سمعان من جار |
فيمن رواه برفع «لعنة الله»
والشاهد الثانى فى قوله «ولا زال إلخ» حيث أجرى «زال» مجرى «كان» فى رفعها الاسم ونصب الخبر ، لتقدم «لا» الدعائية عليها ، والدعاء شبه النفى.