والمشهور فى «كرب» فتح الراء ، ونقل كسرها أيضا.
ومعنى قوله «وترك أن مع ذى الشروع وجبا» أن ما دلّ على الشروع فى الفعل لا يجوز اقتران خبره بـ «أن» لما بينه وبين «أن» من المنافاة ؛ لأن المقصود به الحال ، و «أن» للاستقبال ، وذلك نحو «أنشأ السائق يحدو ، وطفق زيد يدعو ، وجعل يتكلم ، وأخذ ينظم ، وعلق يفعل كذا».
* * *
واستعملوا مضارعا لأوشكا |
|
وكاد لا غير ، وزادوا موشكا (١) |
__________________
الإعراب : «سقاها» سقى : فعل ماض ، وضمير الغائبة مفعوله الأول «ذوو» فاعل سقى ، وذوو مضاف ، و «الأحلام» مضاف إليه «سجلا» مفعول ثان لسقى «على الظما» جار ومجرور متعلق بسقاها «وقد» الواو واو الحال ، قد : حرف تحقيق «كربت» كرب : فعل ماض ناقص ، والتاء تاء التأنيث «أعناقها» أعناق اسم كرب ، وأعناق مضاف والضمير مضاف إليه «أن» مصدرية «تقطعا» فعل مضارع حذفت منه إحدى التاءين ـ وأصله تتقطعا ـ منصوب بأن ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى أعناق ، والجملة فى محل نصب خبر كرب ، والجملة من كرب واسمها وخبرها فى محل نصب حال.
الشاهد فيه : قوله «أن تقطعا» حيث أتى بخبر «كرب» فعلا مضارعا مقترنا بأن وهو قليل ، حتى إن سيبويه لم يحك فيه غير التجرد من «أن» ، وفى هذا البيت رد عليه ، ومثله قول الراجز ، وهو العجاج بن رؤبة :
قد برت أو كربت أن تبورا |
|
لمّا رأيت ييهسا مثبورا |
ومن ورود خبر «كرب» مضارعا غير مقترن بأن ـ سوى الشاهد السابق (رقم ٩١) قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى :
فلا تحرمى نفسا عليك مضيقة |
|
وقد كربت من شدّة الوجد تطلع |
(١) «واستعملوا» فعل وفاعل «مضارعا» مفعول به لاستعمل «لأوشكا» جار