حوادث سنة ١١٣٧ ه ـ ١٧٢٤ م
العودة إلى بغداد :
وفي هذا الحين توالت الأخبار الموحشة عن بغداد. لما حدث من العيث والفساد ... ومن ثم تحرك الوزير من همذان نحو بغداد. ولعل السبب أن الجيش ضجر من البقاء فاتخذ هذا السبب. دامت هذه الأسفار سنة ١١٣٥ ه و١١٣٦ ه و١١٣٧ ه. وإن المؤرخين اكتفوا بذكرها ولم يبينوا ما يخص العراق في هذه المدة. وبعد عودته بدأت حوادث بغداد.
ولما قدم الوزير إلى بغداد مدحه السيد عبد الله أمين الفتوى بقصيدة تبين الحالة ، أوضح أن بني جميل ، وبني لام عاثوا بالأمن فحضه على الوقيعة بهم ، وهنىء بقصائد أخرى (١).
وقعة بني جميل :
ورد الوزير بغداد ولم يبق فيها غير ليلته ، وصباحا عبر دجلة قاصدا بني جميل (٢) ، وصل إليهم في اليوم الثالث. هاجمهم على حين غرة فلم يحجموا عن مقابلته ودامت المعركة أمدا ليس باليسير وكانت الحرب طاحنة والقتال عنيفا ... ثم ولوا الأدبار ولم ينج منهم إلا القليل فغنمت الجيوش أموالهم. ولكن الوزير رعى الأهلين وصان الأعراض. وحينئذ رجع الوزير إلى بغداد. فامتدحه السيد عبد الله أمين الفتوى والشيخ حسين الراوي (٣) وكان إمام الجيش (٤).
__________________
(١) حديقة الزوراء ص ٧٧.
(٢) لا تزال بقاياها في عشيرة المجمع ولم تعرف اليوم مستقلة بهذا الاسم (عشائر العراق).
(٣) هو ابن الشيخ عمر الراوي وهو أخو الشيخ عثمان الراوي جد الأستاذ السيد أحمد عبد الغني الراوي الأعلى.
(٤) دوحة الوزراء ص ١٢ وحديقة الزوراء ص ٧٩.