وفي الحديقة أن الوزير سار من بغداد في يوم وليلة طالبا آل قشعم فأدركهم في الرحالية فوق شفاثا بأربعة فراسخ ، وكانت المواقعة في شدة الحرّ. فأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وصرف في تلك الغزوة على عساكره مقدار خمسمائة كيس. ولما جمعت الغنائم وهبها لأخت شيخهم كرما منه ، وأبدى همة يعجز عنها ذوو الهمم العلية من الوزراء ومكرمة يعجز عنها سخاء حاتم في وقت الرخاء ، ونظم السيد عبد الله الفخري قصيدة في مدح الوزير ، قال فيها :
عقاب الوغى لما بدا طار صقرهم |
|
لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم(١) |
حوادث أخرى :
١ ـ الطاعون العظيم في بغداد. حدث في هذه السنة.
حوادث سنة ١١٥٣ ه ـ ١٧٤٠ م
هدايا نادر شاه :
أرسل نادر شاه مع أحد أمرائه هدايا نقودا وافرة إلى الإمام الأعظم والعتبات المقدسة المباركة وتحفا سنيّة. ولما وردت بغداد كتب الوزير بها دفترا وسلم ما يخص العتبات بواسطة السفير الايراني فأوصلها إلى محلها. وأكرم السفير.
قالوا إن الشاه حاول إخضاع اللزك (٢) وهم طوائف من قفقاس.
__________________
(١) سكب الأدب على لامية العرب ، لسليمان بك الشاوي. ومجموعة السيد عبد الله الفخري ص ٢. والروض النضر ص ١٩٣ مخطوطات عندي.
(٢) قال في حديقة الزوراء : كرد من أكراد العجم ص ١٥٤ ـ ١ وفي قاموس الاعلام أنهم من القفقاس من داغستان ، عاش قسم منهم في ايران وقبائلهم متفرعة إلى فروع عديدة ، وهم شجعان. (وردوا بلفظ لزكي) ص ٣٩٩٠.