حوادث سنة ١٠٧٩ ه ـ ١٦٦٨ م
هذه السنة مضت بالتأهبات للقيام بأمر ما طرأ على البصرة ، ولم تظهر واقعة أهم من هذه فغطت على ما سواها. واكتسبت اهتماما كبيرا.
حوادث سنة ١٠٨٠ ه ـ ١٦٦٩ م
الوزير مصطفى باشا :
إن الوزير مصطفى باشا علم بما جرى فأخبر دولته ، فأصدرت الفرمان بتوجيه ولاية البصرة إلى رئيس الحجاب مصطفى باشا وعهد بالقيادة إلى والي بغداد للقضاء على الغائلة. وأوعز إلى الوزير عمر باشا والي ديار بكر ، وإلى محمد باشا چاوش زاده والي الموصل ، وإلى حسن باشا أمير أمراء شهرزور ، وإلى علي باشا أمير الرقة أن يقوموا بواجب المهمة. ولما كان السفر إلى العراق في أيام الصيف صعبا اضطر الوزير أن يذهب مع والي البصرة مصطفى باشا بحرس بغداد والجيش الأهلي ، فسار في صفر سنة ١٠٨٠ ه من بغداد قاصدا البصرة ليمد القرنة وجيشها المحصور ، فوصل إلى مكان قريب منها.
ومن ثم سمع بذلك يحيى باشا والي البصرة فاضطرب أمره وعلم أن لا قدرة له على الدفاع. فلم يستطع البقاء وفرّ إلى الهند راكبا سفينته ومن ثم نجت القرنة من خطر الحصار بعد أن ناضلت مدة.
وبعد عشرة أيام لحق بجيش الوزير والي شهرزور فحط رحاله في البادية كما أن والي الموصل ورد بعد خمسة عشر يوما فنزل حيث نزل سابقه فلحق بجيش الوزير. وأما محافظ ديار بكر فإنه وصل إلى العرجاء فأخبر الوزير بذلك فبعث إليه بكتاب يتضمن الترحيب به ، وأنه أتم ما أراد ، وطلب إليه أن يبقى بضعة أيام ثم يعود إلى بغداد.
ولما أتم الوزير عمله في القرنة ذهب إلى البصرة ، فدخلها بلا منازع أو مزاحم ، وأودع أمر ادارتها إلى مصطفى باشا واليها بعد أن مهد