فواجهوه. كان في الصيد فأخبروا بقصدهم ثم طلب محمدا لمواجهته فقدّم عرضا بين فيه أحواله فأكرم السلطان مثواهم ووعدهم خيرا إذا عاد إلى العاصمة وحينئذ عاتبهم نائب الوزير لعدم مواجهتهم له أولا قبل أن يأتوا إلى السلطان ليكون على علم من الأمر فاعتذروا إليه بأنهم لم يقصدوا أن يتخطوه فعذرهم ... فقام بأمر ضيافتهم وخصص لهم منزلا ، وكان أمر السلطان أن يخبروا الوزير بالأمر إلا أنه كان غائبا وحينئذ دعا القائم مقام وأمره أن يخبر الوزير الأعظم بقصصهم وأن يرسل اثنين منهم مع الرسول ليتفهم الأمر بتمامه على وجه الصحة فأدركوا الوزير بعد ما عبر غالب الجند في البحر فرحب بهم وأخبروه بالخبر حتى استوعب ما عندهم وعرف مطلوبهم وقال لهم لو جئتم إلي قبل هذا لكنت صالحت هؤلاء وذهبت لفتح البصرة. أكرمهم بنقود وخلع عليهم ووعدهم خيرا وسكّن روعهم فردّهم من حيث جاؤوا ثم دعاهم نائب الوزير إليه وسألهم بعض الأسئلة ثم أرسل إلى بغداد من يستفهم عن صحة هذه الأمور والفتن وعن بقية الشيوخ وأن يأتي إليه بالخبر الصحيح على عجل وذلك لأن الشيخ محمدا ذكر أن لهم بقية في بغداد فلما ذهب الرسول وعاد أيد مقالة الجماعة وصدّقهم في مطلوبهم حتى تحقق الأمر للسلطان بوجه الصحة وكان الوالي يكتم الأمر ويخشى أن يعرف تقصيره. وعلى كل حال بعد عودة الرسول إلى العاصمة شاور الجماعة في تولية يحيى على مدينة البصرة فوافقوا عليه ورغبوا فيه.
وعلى هذا أعيدوا إلى بغداد وقد حصلوا على مرغوبهم ...
حوادث سنة ١٠٧٧ ه ـ ١٦٦٦ م
الطريقة المولوية :
شاعت في المملكة العثمانية شيوعا بلغ حده الأقصى. استولت على عقلية الكثيرين. وهكذا في بغداد كانت تأسست تكية لهم إلا أنها لم