وفي هذه الأثناء كان قد اشتد الأمر بحسين باشا فسلم البلاد إلى عيسى بن علي أخي محمد باشا حاكم الاحساء السابق ، وطلب من عمر أن يأتي إليه بسرعة فرجع يحمي الشيخ حسين. وعيسى هذا وضع ابنه رهنا لدى حسين باشا لئلا يحصل منه ما يكره ... فأخرج ابنه من القرنة العليّة ثم توجها إلى البر.
أما برّاك أمير بني خالد فإنه أتى إلى عيسى وقال له اخرج آمنا من البلد. أنبت عن أخيك بأمر منه وسيأتيك خبر ذلك ففوض الأمر إليه وخرج دون قتال إذ لم يكن مستعدا لحرب برّاك فجاء عيسى إلى القطيف وكانت في أيديهم ، أنعم بها خصمهم عليهم قبل هذا حين أتاه العسكر.
ما حدث بعد الصلح :
عاد الوزير إبراهيم باشا إلى بغداد ، وصار يلوم نفسه ولم يسعه أن يخفي ما أصابه من جزع لما جرى من الأمور في البصرة فصار يستر الأمور ... ولكنه لم تمض مدة حتى جاءه محمد بن عبد السلام مستمدا منه للبصرة وطلب منه أن يعود إليها. شكا ما جرى بعده فقال له الوزير إبراهيم باشا إنني أنصب لكم يحيى ليكون واليا فأجابه بالقبول على شرط أن لا يبقى في البلاد شخص ينتمي إلى آل أفراسياب ، أو يحتمي بحسين باشا فلم يقبل يحيى بذلك وحينئذ طلبوا الرخصة أن يذهبوا إلى السلطان ليشكوا ما أصابهم ويوضحوا ما نالهم على يديه فلم يدعهم أولا حتى عاهدوه أن لا تقع منهم عليه شكوى أو يحصل تذمّر.
المسير إلى استنبول لعرض الشكوى :
كان قبل ذلك وافى أيضا الشيخ عبد الله وجماعة من الشيوخ إلى بغداد فعزم الشيخ محمد على المسير ، وكذا الشيخ عبد الله وجماعة من الشيوخ ، وبعضهم أقام في بغداد مدعيا العجز فذهب اولئك من طريق حلب فمضوا إلى استنبول ، وكان آنئذ السلطان محمد في أنحاء أدرنة