حوادث سنة ١٠٥٢ ه ـ ١٦٤٢ م
عزل الوزير درويش محمد باشا :
في ١٨ المحرم انتهت أيام حكم هذا الوالي وكانت ابتدأت في ٥ المحرم سنة ١٠٤٩ ه (١).
وهو چركسي. كان أولا في خدمة مصطفى آغا ضابط الحرم السلطاني في عهد السلطان أحمد ثم خدم الوزير الأعظم محمد باشا المعروف ب (دال طبان). وكان السلطان عثمان يحبّه لفروسيته وشجاعته. ذهب في خدمة الوزير إلى مصر حينما صار محافظها وكان يقدمه على جميع أعوانه ، ولي الخدمات السامية حتى صيره كتخدا له. ولما ولي الوزارة العظمى عهد إليه بولاية الشام في أواسط سنة ١٠٤٥ ه. وكان ظالما جبارا فتك بأهليها وتجاوز في ظلمه الحد. وتنقل في الايالات (٢).
ولما ورد السلطان مراد بغداد كان أمير أمراء الشام فلحق به. وفي ٢٥ ربيع الآخر عند ما كان السلطان في ديار بكر عهد إليه بإيالة ديار بكر وألحق به كثيرا من أمراء الولاية وانضم إليه (حاكم البر) أو (أمير الصحراء) ابن أبو ريش (٣) (من أمراء طيىء) مع باشوات طرابلس وحلب وعدة امراء ألوية جعله قائد المقدمة. وكان درويش محمد باشا مشتهرا بالشجاعة وقوة المراس وشدة البطش والفتك والظلم (٤).
توفي في أوائل شهر ربيع الأول سنة ١٠٦٤ ه (٥). وكان ولي الصدارة العظمى ، فعزل عنها لما اعتراه من الفالج.
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٠ ـ ٢.
(٢) خلاصة الأثر ج ٢ ص ١٥٦.
(٣) صوابه أبي ريشة.
(٤) نعيما ج ٣ ص ٤٤٢.
(٥) فذلكة كاتب جلبي ج ٢ ص ٣٩٧.