مثل هذه الأشجار والنخلات عبثا كما يبدو لأول وهلة ولكننا مضينا في برية قاحلة وطويلة نتجول ، فلم نر أشجارا ونخيلا فلما شاهدناها سررنا بها وبهذا ندوّن مسرتنا.» اه (١).
وما قيل من أنه بناه كريم خان فغير صواب (٢) لأنه لم يأت إلى العراق ، وإنما أتى أخوه صادق خان سنة ١١٨٩ ه فاستولى على البصرة ولم يصل إلى العزير (ع).
حوادث سنة ١١٥٢ ه ـ ١٧٣٩ م
آل قشعم والسرحان والأسلم وبنو صخر :
قالوا : إن آل قشعم سلكوا طريق النهب والغارة وشوشوا على الحكومة. اتفقوا مع عشيرة السرحان ، وعشيرة الاسلم ، وبني صخر ، تجمعوا في محل يبعد عن شفاثا بضع ساعات. وهذا مكان منقطع خال من المياه تحصنوا فيه.
ولما رأى الوزير ذلك عزم على القضاء على غائلتهم ، جعل جيشه قسمين قسما منه تحت قيادة كتخداه سليمان باشا ، وكانت وجهته بلدة هيت ، والآخر تحت قيادته وتوجه به من أنحاء كربلاء ، أغاروا من الجانبين. ودامت غارة الوزير أربع ساعات بلا راحة ولا وقفة في شدة الحرّ والعطش فتيسر له الوصول وقت السحر إلا أنه هلكت منه نفوس كثيرة وحيوانات وفيرة. وأن بقية الجيوش لبثت في مكانها ولم تتمكن من الدوام نظرا لما نالها من الإعياء.
كان الوزير أمام الجيش سائرا ولم يكن معه سوى من هم بصحبته
__________________
(١) سياحتنامه حدود ص ٦٧.
(٢) سياحة نيبهر.