فرسي إلى الوراء فمنعني الوالي وزجرني ، وفي الحال هاجمنا العدو فظن هؤلاء بل اعتقدوا أن الجيش وراءنا فدمرنا الكثير من فرسانهم وشتتنا جمعهم وهزمناهم عنا.
ولما رأى أصل جيشهم هزيمتهم هذه أصابهم الارتباك وقبل أن يلتئم شملهم وافاهم جيشنا ولم يمكنهم. وفرقهم وأوقع بهم وقيعته في طرفة عين.
ثم إن الوزير وقف هنيهة وأوصاني بهذه الوصية وأكد لي أن لا أنساها وهي أن العدو حينما يراك لا تتأخر عن مهاجمته ولا تبين له تراخيا أو اهمالا فيظن فيك ضعفا بل عاجله بالهجوم وإلا طمع فيه ويخشى حينئذ عليك منه ...» اه (١).
وبهذه الحالة انتصر على عشائر زبيد بعد أن كانت أعجزت الولاة مرارا. وحينئذ أسكن الوزير العشائر المطيعة من مسعود وشمر طوگة وأعاد إليها السكينة. ثم عاد إلى بغداد.
استعان بالعشائر مثل العبيد وبعشائر الكرد. وكان هذا شأن من بعده ، ويستخدمون جيوش الألوية الأخرى للوقيعة والتنكيل. وفي هذه المرة أيضا استقبله العلماء والأعيان. أرادوا ارضاءه بأمثال هذه الاحتفالات (٢) ...
حوادث سنة ١١٢٠ ه ـ ١٧٠٨ م
غوائل البصرة :
بعد أن تمكن الوزير من اخضاع العشائر التي تعوقه في طريق البصرة عزم على السفر إلى البصرة.
__________________
(١) حديقة الزوراء ومجلة لغة العرب ج ٩ ص ٣٩ وما بعدها.
(٢) الحديقة وقويم الفرج بعد الشدة وكلشن خلفا ص ١٢٥ ـ ٢ والتفصيل عن زبيد في عشائر العراق ج ٣.