حوادث سنة ١٠٥٧ ه ـ ١٦٤٧ م
فتنة واضطراب ـ قتلة الوالي :
وهذا الوالي تولد بينه وبين الينگچرية العداء بسبب ما اتخذه في ادارتهم من طريقة صاروا يتربصون به الوقيعة ، فاشتعلت نيران الفتن بينهما.
وذلك أن هذا الوالي كان خازنا للوزير الأعظم صالح باشا ومن رجاله فعينه لولاية بغداد. ولما قتل عينت الدولة أخاه مرتضى باشا لمنصب بغداد. وفي طريقه إليها سيرت الدولة مراد آغا الخاصكي لقتله فوافى إليه في تكريت فقطع عليه طريقه وأخبره ببشرى ترفيعه إلى القيودانية ومن ذلك المنزل رجع فوجّه عزمه نحو دار السلطنة فوصل إلى ديار بكر ، وهناك قتل.
فلما سمع والي بغداد إبراهيم باشا بذلك ارتاب من سعاية بعض أعدائه وغدرهم به نظرا لمنسوبيته إلى الوزير الأعظم المقتول إذ كان سيده فخاف أن يلحق به ما أصابه. فصار يتوقع ما تأتي به الأيام. وهذه الحالة دعته أن يجتذب لهجته بعض أهل الحل والعقد من رجال الجيش في بغداد ممن هم من أصحاب الكلمة النافذة. وشاورهم في هذا الأمر المهم. فحاول الاستقلال بالبلاد ليأسه من حكومته فوافقوه ... فقبض على أمور بغداد وسيطر على إدارتها ...
وبينا هو غافل مطمئن من وضعه وتدبيره إذ ظهر متسلم بغداد (عن الوزير موسى باشا) فأنهى ما وقع. وحينئذ أعرض بعض رجال الجيش البغدادي عن المتسلم ولم يبدوا له رضى وبينوا أن لا معنى لعزل والينا؟ ورجوه أن يطلب من دولته ابقاءه وقالوا : إننا لا نستبدل غيره به!
أرجعوه من حيث أتى لتنفيذ هذا المتسلم. ولكن قبل أن يشتعل لهيب الفتنة قام بعض الينگچرية من عسكر السلطان المعهود إليهم