بمحافظة بغداد. وكذا من كان مجربا للأمور فسعوا سعيهم لتسكين الفتنة واطفائها فاجتمعوا في الميدان وفي القلعة الداخلية وكونوا صفا واحدا. وقدموا بعض النصائح حفظا للسلام والراحة وأرسلوا بعض رجالهم إلى الوالي وكان غافلا عن مجرى الأمور فأبدى أنه لا يعلم عن المتسلم شيئا فوافى لدعوتهم وجاء إلى القلعة الداخلية للمذاكرة. وحينئذ أحاط به الينگچرية. قالوا له ليس لك أن تتحرك ، وألقوا القبض عليه. ولم يكتفوا بذلك بل أعادوا المتسلم الذي كان قد سيّر من حيث أتى وأبقوه في الحكومة. وحينئذ أنهوا إلى الدولة ما وقع.
أما (جيش بغداد) فإن أكابر رجاله تجمعوا في محل وكانت نيّاتهم مصروفة إلى الخصام والشروع في حرب الينگچرية بداعي أنه لم يصدر من الوالي جرم يستدعي اهانته لهذا الحد : فما كان ذنبه لينال هذه العقوبة القاسية أو تصيبه هذه الإهانة؟!
وعلى هذا كادت تلتهب نيران الفتن بين الفريقين. ولما كان هذا الوالي خائفا من حكومته أن تبطش به توسل بهذا القيام ، فصار جيش بغداد يعتذر عنه ويتخذ ذلك وسيلة للقيام مبديا أنه لم تصدر منه جريرة ما.
وفي هذه الأثناء ورد بغداد (الميراخور) (١) الصغير للسلطان وهذا قضى على الوالي فدفن في مقبرة الإمام الأعظم (٢).
وجاء في تاريخ نعيما :
«قبل هذا كان الوزير الأعظم قد عين خازنه إبراهيم باشا واليا على بغداد. وفي شوال تلك السنة جاء موسى باشا القبودان إلى استانبول
__________________
(١) الميراخور أمير الاصطبل.
(٢) كلشن خلفا ص ٨٢ ـ ١.