ومما يعزى إليه أنه كان يجترىء في تحميل الفقراء تكاليف لا يطيقونها فكان أمن المملكة مشوبا بالقسوة والظلم ... فكانت أطواره بين شدة وغضب وقبول عذر وهكذا ظهرت في حكمه أنواع التقلبات (١).
حوادث سنة ١٠٦٤ ه ـ ١٦٥٣ م
واقعة مفاجئة :
ومما يذكر لهذا الوالي أنه خرجت طائفة من الجيش عن دائرة الأدب فتجمعت في ليلة. ولما سمع بالخبر ذهب على حين غرة راكبا فرسه وهاجمهم ففرق جمعهم ونكل بهم. ففي ٢٧ شهر رمضان قتل منهم محمود آغا الرئيس الأول لاتهامه في هذه القضية.
حسين باشا آل افراسياب :
في هذه الأيام وردت رسائل من أحمد بك وفتحي بك عمي أمير البصرة حسين باشا أفراسياب ومن أمير الأحساء محمد باشا يشكون فيها من أمير البصرة حسين باشا جاء بها (قاصد) على عجل. ومفاد هذه الشكوى أن أعمام أمير البصرة أصابهم منه حيف واعتداء. حكوا ما جرى عليهم. كان في أيديهم لواء أو لواءان فجاؤوا البصرة لبعض الشؤون فبادر بالتوجيه إليهم وأكرمهم إلا أنه صار يتخذ الوسائل للقضاء عليهم واغتيالهم. ولما لم ير هؤلاء طريقا للنجاة ركنوا إلى من تحزب لهم وقاموا في وجهه وسلّوا سيف العدوان عليه ، واستعدوا لمناضلته إلا أنهم رأوا أن لا طريق للخلاص من هذه الورطة وبتوسط المصلحين اكتفى بنفيهم إلى الهند. ولما وصلوا إلى سواحل الأحساء ، وجدوا فرصة ففروا هاربين إلى أمير الأحساء. ومن ثم عجلوا بالالتجاء إلى الدولة.
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٤ ـ ١.