عزل الوالي :
لا تذكر عنه وقائع مهمة في هذه الأيام سوى أنه كان ولي بغداد ثلاث مرات وسيمر بنا الايضاح عنها في حينها. وفي هذه المرة عزل وخرج من بغداد في ١٣ شوال سنة ١٠٦٣ ه وكان أول حكومته في ٢٢ من شهر رمضان سنة ١٠٦١ ه (١).
الوزير مرتضى باشا :
هذا الوزير خلف سابقه. وكان ممن عاش في البلاط. ثم صار برتبة سلحدار وولي الشام والروم. ومنها صار واليا على بغداد. لا يبالي من عمل سوء وغضب في طبعه. إلا أنه كان موافقا للعوام في طباعهم ، جالبا لحبهم حتى أنه ليس له في دار حكومته حاجب يمنع المراجعين أو يوصد الباب في وجوههم بل ترى بابه مفتوحا في كل وقت لمن يتطلب العدل لحد أنه كان نائما يوما للاستراحة وقد انفض عنه خدمه فدخل عليه بعض أصحاب الشكوى فأيقظه وقدم إليه عريضة. فلم يجد من يأتيه بالقلم فطلب من صاحب الشكوى أن يأتي بمحبرته فكتب أمرا قطعيا ، نافذا للحال فجبر خاطر صاحب المظلمة.
ومن خصائله أنه كان يقرأ المولد الشريف كل سنة فيطعم ويقدم الشراب للحضار.
ومن المؤسف أنه كان يميل إلى الإفراط في معاشرة النساء. راجت الفحشاء في زمنه. فكان مجلسه ملوثا بتصاوير أمثال هذه الفواحش. ومع كل هذا كان وحيدا في الفروسية ، شجاعا ، فأذعن العابثون بالأمن لحكمه ولم يتمكن أحد منهم أن يعصي فصار الداخل والخارج زمن حكومته في حراسة تامة وأمن فاشتهر في الانحاء.
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٤ ـ ١.