حوادث سنة ١٠٧٨ ه ـ ١٦٦٧ م
تجدّد حوادث البصرة :
كانت الدولة قد تصالحت مع حسين باشا والي البصرة لضرورة اقتضت وجعل ابنه مكانه إلا أنه استمر في العمل وأن ابنه أفراسياب لم يكن له ذكر في الإدارة بل بقيت بيد حسين باشا. وبعد تمام الصلح شكاه مشايخ البصرة وأعيانها لما لحقهم من حيف. ذهبوا إلى السلطان فعرضوا ظلامتهم ، وما قاساه الأهلون من ضيم ... ولا شك أن لمطالبة الدولة بالمبالغ المقررة دخلا ، فكان التضييق من جرّاء ذلك فجاءت الشكوى لهذا الغرض نفسه ، فكان المقرر السنوي مائتي كيس فصدر الفرمان بمنصب البصرة إلى كتخداه (يحيى آغا) مع تحوطات فورد الأمر إلى والي بغداد بعزل حسين باشا وتوجيه منصبه إلى يحيى بلقب باشا وعهد بالقيادة لوالي بغداد وأن يكون معه والي ديار بكر إبراهيم باشا ومحافظ شهرزور كنعان باشا الوزير ، وأمير أمراء الموصل موسى باشا ودلاور باشا أمير الرقة (١) ... وأمدتهم الدولة بألفين من الينگچرية تجمعوا في صحراء قلعة الطيور (٢) واستوفوا معداتهم وأخذوا أربعة مدافع من نوع (بال يمز) وعشرين قطعة أخرى من نوع (المدافع الشاهية).
وحينئذ قام الوزير بما عهد إليه وسعى سعيه لاستخلاص البصرة ،
__________________
(١) يعرف إبراهيم باشا والي ديار بكر ب (شيطان إبراهيم باشا) كما أن دلاور باشا يسمى (دلي دلاور باشا). تاريخ السلحدار ج ١ ص ٤٧٤.
(٢) تاريخ العراق ج ٤. ويراد بها جانب الكرخ. وفي الأصل قلعة في جانب الكرخ وهي عند رأس الجسر من الجانب الغربي تجاه القلعة الداخلية (وزارة الدفاع). تكلمت عليها عند الكلام على تكية البكتاشية في خضر الياس. في كتاب (التكايا والطرق في العراق).