ومن رجاله ممن قاموا بالخدمة خليل الكهية وسائر أعوانه ، وممن كان قد تابع الوزير في سفرته هذه الشيخ عثمان بن عمر الحنفي وكان جاء معه إلى بغداد. وفي هذه التأهبات وافى إليه شيخ المنتفق عثمان (ابن أخي محمد بن راشد) طالبا منه الأمان وهو مشهور بالكرم. ولما أتى جعله شيخا وأحل اتباعه محلهم ورده محافظا مع عسكره من جهة حسين باشا وعلى الأثر جاء عبيد ابن عمه مزاحما له طالبا المشيخة دونه ... تلاقوا على الفور واقتتلوا فخر عبيد صريعا وهرب من جاء معه. ثم توالى مجيء الشيوخ إلى بغداد وكانوا قد ذهبوا إلى استنبول كما تقدم وقيل الكل جاء إلى بغداد محمد بن عبد السلام (شيخ الشيوخ) من طريق حلب إلا أنه بالقرب من بغداد حل به الأجل المحتوم فدفن في مقبرة الشيخ معروف (١) ، ثم جاء يحيى باشا ثم توالى الجنود والكل نزلوا بغداد ولما تكامل جمعهم بعساكرهم ووزرائهم توجه الوزير مصطفى باشا إلى البصرة من طريق الحلة ، وكان الوزير قد سار خلف الجيوش في ٧ جمادى الثانية سنة ١٠٧٨ ه نزل أولا (قلعة الطيور) ثم مضى فقطع منازل في سيره فوصل الاسكندرية ومنها ذهب بامرأته لزيارة الإمام الحسين (رض) ثم توجهوا إلى الحلة ومنها إلى قناقية (٢) ، ومنها ذهب الوزير وأمراؤه إلى زيارة الإمام علي (رض) ومن هناك توجهوا نحو المطلوب وقطعوا البيد حتى جاؤوا (الرماحية) ، ومنها وافوا إلى العرجة (العرجاء) فاجتمعت العساكر هناك. وفي ٢٠ رجب ساروا منها فوردوا (كوت معمر) (٣) ، قال صاحب گلشن خلفا : وفي هذا الحين ورد عثمان شيخ المنتفق ومعه ألف من رجاله بين فرسان ومشاة فبذل الانقياد والطاعة (٤) بخلاف ما مرّ بيانه عن منظومة
__________________
(١) لم يذكره لي الشيخ ياسين آل باش أعيان. ولعله فاته.
(٢) تسمى اليوم اليوم (جناجة) من قرى الحلة.
(٣) قرية بين الناصرية وسوق الشيوخ على ساحل الفرات من جهة الشامية.
(٤) كلشن خلفا ص ٩٧ ـ ٢ وتاريخ السلحدار ج ١ ص ٤٧٤.