سلمت إليه حجرا واحدا فضلا عن مملكة ... ولذا أطلق عليه مدفعا يشير به إلى أنه عازم على الحرب فتعاطيا الطلقات العديدة ... واشتركت مدفعية الطرفين وأوقدت نيران الحرب مجددا ...
وحينئذ اشتد الأمر بالناس وضاقوا ذرعا وخرجت المخدرات من بيوتهن لما نالهن من سغب فلم يبق تحمّل. أما الوزير فإنه فادى بخيله لذبحها وإطعام الناس منها وكذا تابعه الأغنياء والأمراء فساعد كل على قدر استطاعته حتى لم يبق من الخيول والحيوانات ما يقتاتون به وصاروا يأكلون الشريس وحبّ القطن بسبب ما ألحهم من الجوع ... فاستولت عليهم الأمراض فلا تمر في طريق حتى ترى الواحد والاثنين والثلاثة أمواتا.
وصلت الحالة بالناس أن صاروا يستهينون بالموت لما نالهم من عظيم المصيبة ولذا اتفقت كلمة الينگچرية والأهلين أن يموتوا شهداء أولى من أن يموتوا جوعا ... سمع الوزير بالخبر فدعا الرجال البارزين منهم وبيّن لهم خطل هذا الرأي. وأن النتائج المترتبة عليه أكبر خطرا. بذل الجهد ليعدلهم عن رأيهم حتى تمكن.
حوادث سنة ١١٤٦ ه ـ ١٧٣٣ م
المدد :
بينا الأهلون والجيش بهذه الحالة من اليأس وانقطاع الأمل إذ جاء المدد من الدولة على يد القائد طوپال عثمان باشا أي الاعرج فأحيا الأمل وأوجد النشاط. فعلم نادر شاه بذلك أثناء مذاكرة الصلح فكان السبب في تعنّده.
ومن ثم أبقى قسما من جيشه نحو اثني عشر ألفا لمناوشة المحصورين ومضاربتهم ليلا بالمدافع والخميرة لئلا يعلموا بحركته هذه ،