كانت تعد كرامة من كراماته. دفن في المحل المذكور. والمسجد بني بجانب هذا القبر. بناه الحاج محمد الدفتري بن عبد الله بن غرة المحرم سنة ١٠٨١ ه وأرصد عليه موقوفات جعل غلّتها على تربة (بابا گور گور) وعلى المسجد وبين أنه إذا انقرضت ذريته عادت التولية لمن يكون قاضيا ببغداد. فانقرضت ذريته ثم صار تكية للبكتاشية مدة ، وأن (دده حسين) صار متوليا من مدة تبلغ نحو عشرين سنة. ثم إنه في نيابة المرحوم الأستاذ محمد فيضي الزهاوي المفتي ببغداد نصب متوليا ثم عزل في ٢٨ صفر سنة ١٣٠٠ ه ، فأعيد مسجدا ، ونزعت التولية من البكتاشية. وتوفي دده حسين سنة ١٣٠٢ ه. وبعد عزله وجهت التولية والتدريس إلى المرحوم الأستاذ عبد الرحمن الفراداغي العالم المعروف. وتوفي سنة ١٣٣٥ ه. والنفط اشتهر باسم (بابا گور گور) في العالم الشرقي والغربي ، وصار يتردد اسمه بما حصل من هذا النفط في الأراضي المعروفة باسمه في كركوك أو التي أنارت بكرامة منه (١).
حوادث سنة ١٠٨٢ ه ـ ١٦٧١ م
الوزير حسين باشا :
هذا الوزير معروف ب (حسين باشا السلحدار) كان رؤوفا بالأهلين ، باشا بهم ، حسن المنظر ويقال له (قز حسين باشا) (٢) أي حسين باشا البنت. ولما ولّي بغداد كان كاتب ديوانه مصطفى العدلي. وكان لهذا عداوة قديمة مع كتخدا الوالي السابق ومن جراء محاسبة الأموال الأميرية في بغداد حصلت مشادة بين أتباع الطرفين أدت إلى النزاع بين الوزيرين ولم ينقطع. وبالنتيجة عرض الأمر على الدولة وعلى هذا ذهب الوزير
__________________
(١) التفصيل في كتاب المعاهد الخيرية.
(٢) تاريخ السلحدار ج ٢ ص ٢٩٣.