فزوّر منشورا في الموصل فوردها وضبطها. وقال إن هذا المنصب صار عليّ بمبلغ اثني عشر ألف قرش. وبدأ في تحصيل أربعة آلاف قرش. ثم عرض على استنبول أنه وجد الموصل خالية فضبطها وأنه يقبلها بمبلغ اثني عشر ألف قرش قال : والآن قدمت أربعة آلاف وما بقي فمهتم بتحصيله. غضب گورچي باشا واستغرب من مثل هذه البيانات الغريبة من هذا الرجل وأمر بلزوم إحضاره.
ومن الجهة الأخرى إن متسلّم محمد باشا الدباغ وصل إليها فوجده مشغولا بجمع الأموال ، وإنه منتظر الأمر بخصوص ما كتب ومن ثم أبرز الفرمان وضبط المدينة ثم ذهب إلى ذلك الرجل وكان نصب خيامه خارج المدينة بأمل مطالبته بالأموال التي استوفاها من أهل الموصل. وحينئذ ضرب المتسلّم بغدارته (١) في ذراعه وركب مع اتباعه وذهب إلى أنحاء البصرة بخفارة بعض الشيوخ. ومن ثم وصل إلى البصرة فنجا (٢).
حوادث سنة ١٠٦٣ ه ـ ١٦٥٢ م
حفر نهر السيب :
في هذه السنة كان النهر الواقع بين دجلة والفرات المسمى (نهر السيب) قد اندثر من مدة طويلة. وفي هذه الأيام قام محمد وعمر وعثمان من الينگچرية في بغداد بحفر هذا النهر فحفروه مجددا بهمة لا مزيد عليها وجمعوا الناس لزرعه. وغرس البساتين فيه فصار يعطي من الخراج لبيت المال ألفي طغار (تغار) من الحنطة والشعير وهذا هو عشر المحاصيل (٣).
__________________
(١) الغدارة أشبه بالسيف ذات حدين وإنها غير منحنية.
(٢) تاريخ نعيما ج ٥ ص ١٩٤.
(٣) كلشن خلفا ص ٨٤ ـ ١.