أن لا طاقة لهم فتوسلوا بالصلح. ووافقهم الوزير على أن تكون كرمانشاه وهمذان وما يليهما في يد العثمانيين. وأن يكون للحكومة وكيل في الأنحاء الايرانية مما تحت حكم الأمير أشرف خان.
وكان سفير الصلح من جانب أحمد باشا (عبيد الله) قاضي همذان فصار قاضي الفيلق برتبة أدرنة. ومن جانب الأفغان منلا نصرت. وإن عبيد الله كان قاضيا ببغداد ثم عزل وحصل على رتبة حلب وفي ٢٤ ذي القعدة سنة ١١٣٩ ه نصب قاضيا في مدينة همذان ثم قاضي الجيش. فكان فاضلا قديرا ومن ثم صار رسول الصلح. وكان الصك يحتوي على ١٢ مادة وفيها عدا ما ذكر أن تكون الممالك المفتوحة بيد العثمانيين ومنها مما يعود للعراق نهاوند وخرم آباد وديار اللر وكذا الحويزة ... فانتهت الحرب بين الطرفين وأمضى الصلح وتحددت الحدود وسطرت المصالحة وتسلم كل منهما نسخة منها. فنال الوزير مرامه وحصل على مرغوبه فعاد إلى بغداد (١).
حوادث سنة ١١٤١ ه ـ ١٧٢٨ م
هدايا وفيل :
ورد من أشرف خان هدايا ثمينة أرسلها إلى السلطان منها فيل توثيقا لأواصر الصلح بين الحكومتين. فكان لورود الفيل وقع كبير في النفوس. خرج الوالي والناس لمشاهدته ، وكان مزينا بأنواع الحلل وعليه سرير في شكل قبة وعلى رأسه ثلاثة أنفار وعلى رواية أربعة يومي للسلام بخرطومه. ولما وصلوا إلى الوزير وكان جالسا لاستقبال الرسول
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٦ تاريخ كوجك زاده ص ١٢ ـ ٢ : ١٣٣ ـ ١ وفيه كتاب الصدر الأعظم إلى الوزير أحمد باشا ص ١٣٠ ـ ١ وفي كتابنا العلاقات بين العراق وايران تفصيل.