اشترط أن لا يتدخل في أعماله أحد من الينگچرية فوافق السلطان على هذا الشرط وأطلق يده ظاهرا. ولم تمض مدة إلا وقد غلت يده كسلفه.
وحينئذ بقيت بغداد شاغرة (١).
حوادث سنة ١٠٦١ ه ـ ١٦٥٠ م
حكومة الوزير حسين باشا :
وهذا كان كريما ، هينا لينا ، يلاطف الصغير والكبير. وهو شاب في مقتبل العمر. عاش في بلاط السلطان مراد. ولما ورد بغداد بسط فيها بساط الحلم والشفقة ورفع الارجاس عن المدينة والشدة المألوفة فيها فصرف جهوده لجلب القلوب بالإحسان والأنعام.
وكان يعتكف في الجامع كل ليلة جمعة ويؤدي فريضة صلاة الجمعة في الجامع ويكرم الإمام والخطيب والفقراء بما تيسر له من احسان ذهبا وفضة. فاستعبد الناس بخيراته وأحبوه حبا جما.
ولم تطل أيام حكومته بل وافاه الأجل المحتوم فأسف الكثير على فقده فدفن بجوار الشيخ عبد القادر الجيلي. حزنوا عليه وسكبوا الدموع الغزيرة على فقده. إلى أن قال صاحب گلشن خلفا : كانت أيامه أشبه بالحلم ، مضت بهدوء وسكينة بلا تغلب واضطراب فلم يحدث في أيامه من الوقائع ما يكدر الخواطر (٢). وكان في أيامه آغا بغداد الياس آغا.
هذا الوالي كانت قد بدأت حكومته في ٥ من شهر رمضان سنة ١٠٦٠ ه ودامت إلى أواسط سنة ١٠٦١ ه (٣).
__________________
(١) نعيما ج ٥ ص ١٩.
(٢) كلشن خلفا ص ٨٣ ـ ٢.
(٣) كلشن خلفا ص ٨٤ ـ ١.