جاءت حوادثه في سنة ١٠٦١ ه والظاهر أنه لم يصل إلى بغداد إلا في هذه السنة وليس في النصوص ما يكشف عن تاريخ وروده بغداد.
ولما وصل إلى استنبول خبر وفاته أرسلت إلى بغداد متسلما جديدا فمضت عليه مدة شهرين.
الوزير قره مصطفى باشا :
إن هذا الوزير نشأ في البلاط. ونال رتبة سلحدار. ثم جاءته الوزارة فورد بغداد. وعامل الناس على اختلاف طبقاتهم بحسن المعاملة ولطف المجاملة. وكان صبيح الوجه فصيح الكلام ، حليم الطبع ، نافذ الأحكام. لم يكن يعرف الكبر والغرور بل كان يراعي الناس على اختلاف مراتبهم بتواضع فهو هيّن لين.
واقعة داسني ميرزا :
هو من أمراء الأكراد الداسنية (١) ويعرف ب (مرداسني) والعشيرة المعروفة بالداسنية في أنحاء الموصل (من اليزيدية) (مير داسني) من سلالة الأمراء كان شجاعا باسلا ، وفي سنة (فتح بغداد) قام بخدمات مهمة وبسالة فائقة ففي سبعة أفراد من رجاله قتل مئات من القزلباشية فمنح (ايالة الموصل) في صدارة مراد باشا (قبل أن يتولى الوزير الأعظم ملك باشا) فنال لقب (ميرزا باشا) ، ثم عزل ، فلم ينل بعدها منصبا وبقي في استانبول مدة ، فلم يحصل على غرضه ، نالته مشقة واصابته فاقة. وفي شعبان سنة ١٠٦١ ه يئس من حالته فعبر هو وجماعته البوسفور (المضيق) إلى الاناضول وعاثوا بالأمن ، فتعقبوهم ، وقتلوا أصحابه
__________________
(١) نسبة إلى داسن جبل في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لها (الداسنية). ذكره في معجم البلدان. ولم تكن نسبة إلى عقيدة. ثم اطلق على (اليزيدية) فقيل لهم (الداسنية).