الشهابي مع أنه جاء أوضح وأزال شبهة الراشد في أمراء المنتفق التي كانت تتردد على الالسن من أن حكام البصرة من الراشد. فتبين أنهم أمراء المنتفق ، فلم يبق ريب. ثم إن الوزير استمر في طريقه حتى جاء إلى المنصورية (منصورية الجزائر).
أما العساكر الأخرى فكان سيّر قسما منها إلى جانب القرنة ، والبعض الآخر في السفن من دجلة حتى صار جميعهم في الرملة ، وبعد ذلك كله جاء الأمر السلطاني مع رجل يدعى عمر يحثه فيه على السفر دون تأخر أو توان. ولما جاء الرسول رأى الوزير بقرب (منصورية الجزائر) وعلى هذا قرر الأمراء لزوم الدوام في السير فأرسلوا عثمان (شيخ العرب) مع ثلة من الجنود من طريق البر ، والوزير بدأ يسير من جانب الشط ووالي الموصل يمشي مقابلا له من الجهة الأخرى منه وعسكر (الينگچرية) في السفن فصار مشيهم بطيئا بسبب أن كل جانب يشتمل على أنهر متفرعة فأكملوا دفن جميع الأنهار في غرة شعبان وأتى ديار بني سد (بني أسد) وهناك رأوا بعض أعدائهم فأكثروا فيهم القتل بعد حروب دامية لم يروا مثلها. ونالهم الهول الأعظم بحيث كادت تزل أقدامهم واستمروا في طريقهم حتى وصلوا في ١٣ شعبان (الشرش) مقابل القرنة وهناك نصبوا الجسر فعبروا إلّا أن الوزير أبقى طائفة من الجيش رابطت ومعها مدافع تمنع من يأتي إلى القرنة ، ونصب الوزير المدافع على العليّة فأمطرها بوابل من القنابل فجعلها في لبس من أمرها وبلغت هناك القلوب الحناجر فاتفقوا أن يعبروا إلى (السعيداوية) فعبر إبراهيم باشا والي ديار بكر ، إلى شط زكيّة وكان ذلك في أول شهر رمضان والفتح في الحادي عشر منه.
كل هذا جرى وحسين باشا في جانب السويب ملازما مكانه وحين جاءته الأخبار ارتبك أمره واضطرب. ولما رأى أن القرنة تضايق أمرها أرسل إليها مددا وساعدها ... وعند ما رأى والي ديار بكر أن قد عبر