إلى ناحيته فرّ بأهله وعياله إلى بلاد العجم بعد أن أضر بالأهلين وشتت شملهم ، ونهبهم ... وبينوا أنه دعا الناس إلى الخروج من البصرة فجرى نهب وسلب وانتهاك حرمات بما لا يستطيع المرء وصفه.
وفي زاد المسافر أن إخلاء البصرة كان في غرة جمادى الثانية في اليوم الأول والثاني والثالث من الشهر. ووصف هول ما جرى على الأهلين فكان أشبه بهول يوم المحشر. وتوالت الارزاء من هذا القبيل على الانحاء ، فكان الدمار والخراب (١).
وعلى كل كانت معاول التخريب تدمر البلد. أما جيش حسين باشا فقد تحصن بالقرنة للدفاع وأحكم قلعتها ، وحافظ أطرافها ، وذهب بمن معه من مشاهير رجاله ويتراوحون بين الألف والألفين فضرب خيامه في المحل المسمى (سحاب). وأجلى الأهلين إلى الجزائر فنالهم من جراء ذلك ما نالهم.
أما المحصورون من أهل القرنة فإنهم حينما سمعوا بما جرى على حسين باشا استولى عليهم الخوف وأصابهم اليأس. وفي ليلة ١٧ من الشهر المذكور عبروا شط زكيّة ومضوا إلى بر الجزيرة ساروا في أثر حسين باشا (٢) ...
وحينئذ سار جيش الوزير في الصباح فافتتح القرنة العليّة وأمن الأهلين في ١١ شهر رمضان فسار على الأثر نحو البصرة فافتتحها وبقي فيها نحو خمسة أيام زار في خلالها مشهدي طلحة والزبير (رض) ، وعاد إلى القرنة بعد أن وضع في البصرة ألف وخمسمائة من الينگچرية وأمر
__________________
(١) زاد المسافر ولهنة المقيم والحاضر في صفحات عديدة منه ص ١٤ ـ ٢٨.
(٢) منظومة الشهابي البصري وكلشن خلفا ص ٩٨ ـ ٢ وتاريخ السلحدار ج ١ ص ٤٧٥ وفيه تفصيل زائد وذكر ما أبداه الجيش من البسالة حتى وصل إلى نهر عنتر ، فاجتازه.