أن يرتب جيش أهلي نحو ثلاثة آلاف. وجعل أرزاق الجيش الأهلي عليها ، وأنها تحتاج إلى دفتري وكاتب مستقل نظرا إلى أن واردات البصرة موفورة وفيها نواح معمورة فعرض الأمر على دولته وكتب كتابا بالفتح أرسله مع رسول سريع السير ثم مضى إلى القرنة ، فرتب فيها الجيوش ، ورجع إلى بغداد. سلم البلد إلى يحيى باشا فجاءته خلعة.
أما حسين باشا فإنه لم ير مخلصا له فمال إلى نوروز خان أمير الدورق. مضى من محل قريب من السويب. أما القائد فإنه كتب إلى أمراء الحويزة والدورق وبهبهان وأرسل إليهم رسلا أفهمهم بأن قبول التجائه مما يغاير أحكام الصلح ، وأن يحتفظ بأمواله وأمتعته وأن لا يترك المجال لأن يفر ... وعقب ذلك ورد إلى القائد كتاب من أمير الحويزة يشعر بأن المشار إليه التجأ إلى الشاه ومعه ثلة من الخيالة. وأما الأهلون فقد التجأوا إلى الحويزة ... وحينئذ أمن القائد الأهلين. أما العجم فإنهم رأوا تهديدا من العثمانيين وذلك أن القائد كتب إلى نوروز خان أن يعيد حسين باشا مكبلا إلى الدولة ، أو أنه يأتيه بنفسه ويعرفه حده ويجعل ذلك عبرة للمعتبر فخاف من ذلك وأخرجه من مملكته ... وعلى هذا فر إلى أنحاء الهند (١) ...
وفي زاد المسافر :
«كان حسين باشا قبل وصولهم وتهيئة نصولهم استعد لحربهم ... قامت الحرب على ساق ... فلم تكن إلا كجولة ... حتى انتصر الروم على العرب ، وسقوهم كاسات العطب ، وحل بأصحاب الباشا البوار ، وولوا الأدبار ...» اه (٢).
__________________
(١) تاريخ السلحدار ج ١ ص ٤٧٣ إلى ص ٤٧٩ وفيه تفصيل إلا أنه كان يغلط في الأعلام.
(٢) زاد المسافر ص ٣٨ ووصف ما جرى على الأهلين من مصائب ونكبات ...