جاء في تاريخ السلحدار ذكر هذه الواقعة في حوادث سنة ١٠٦٥ ه والظاهر أن ذلك كان مبنيا على تاريخ وصول الخبر والصواب أن ذلك كان أيام الوزير مرتضى باشا لا مصطفى باشا (١). كتب ما كتب بعد أن تمت الواقعة وانتهى أمرها. وبين أن الخلاف كان بين المذكورين والمشايخ والأهلين من جهة ، وبين حسين آل أفراسياب من الجهة الأخرى. ويقصد بالمشايخ (آل باش أعيان) (٢).
ثم إن أتباع هؤلاء ركبوا السفن ومضوا بها إلى مأمنهم في الهند. وفي هذا الحين لا تزال الاحساء بيد واليها محمد باشا. فركن إليه احمد بك ويحيى بك ونزلوا عنده ضيوفا. وهذا أنهى واقع أحوالهم إلى الدولة بكتاب قدمه إلى وزير بغداد مع رسول فلما وافت الكتب أمر أن يأتوا إليه دون تأخر وعرض القضية على دولته فاغتنمت هذا الخلاف وسيلة للتدخل بإدارة البصرة ... وحينئذ أرسلهم حاكم الاحساء بكتاب و(قاصد) إلى بغداد على وجه العجلة كما رغب الوزير فوصلوا إليها في أيام قليلة.
أما الوزير فإنه حينما رأى هؤلاء وما تعهدوا به له ولخزانة الدولة أسرع في الأمر ولم يتدبر العواقب بروية فجمع العساكر وتدارك المؤونة الحربية (العتاد) والمدافع وجعل كتخداه رمضان آغا سردارا وبعث به وأن يكون هؤلاء بصحبته فتوجهوا نحو البصرة.
ثم تبعهم الوالي ومعه العساكر فطوى المسافات حتى ورد العرجاء (العرجة). وحينئذ ولد الخبر في البصرة اضطرابا. ومنها وصل إلى (الشالوشية) و(العقارة) فدخلتهما الجنود ...
__________________
(١) تاريخ السلحدار ج ١ ص ١٦.
(٢) من الأسرات المعروفة في البصرة.